كَلِمَاتٌ وَتَوْجِيْهَاتٌ عَامَّةٌ فِيْ شَأْنِ التَقْيِيْدِ وَالْكِتَابَةِ فِيْ الْمُدَوَّنَاتِ الْخَاصَّةِ ، أَوِ الْعَامَّةِ .
تَذْكِيْرٌ بِبَعْضِ الْأُصُوْلِ الْمُهِمَّةِ فِيْ الْكِتَابَةِ ، أَوِ النَّقْدِ الْهَادِفِ فِيْ الشَّأْنِ الْعَامِّ ، أَوِ الْخَاصِّ .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :
(مقدمة)
في الفترة السابقة توقفت يسيرًا عن كتابة المقالات والردود العلمية ، وذلك لظروف إعداد هذه المدونة بحلتها الجديدة ، وسأواصل المسير في ذات الطريق ، وعلى نفس الجادة والسبيل الذي كنت عليه قبلُ –بإذن المولى الجليل- .
وأحب أن أنوه على أن جميع المقالات والردود العلمية التي كنت كتبتها هي موجودة -كما هي ؛ برسمها واسمها- في المدونة السابقة ، برابطها وعنوانها المعروف ، فمن أرادها فليبحث عنها في محرك البحث ، وسيجدها ماثلة أمام ناظريه .
أَهَمِيَّةُ كِتَابَةِ الْمَقَالَاتِ وَالرُّدُوْدِ الْعِلْمِيَّةِ -وَخَاصَّةً فِيْ هَذَا الْعَصْرِ- .
(1)
إن كتابة المقالات التوجيهية ، والردود العلمية المؤصلة -خاصة في هذا العصر- هي من أعظم ميادين الجهاد ؛ جهاد القلم والكلم والبيان ، لتصفية العقول والأفكار من الدخيل السقيم ، والغث الكثير ، دفاعًا عن الشريعة ، وذودًا عن حياضها ، وحراسة لحدودها ، وصدًا لعدوان المعتدين عن بلاد أهل التوحيد .
وجهاد الكلم والبيان يكون -في كثير من الأحيان- أهم من جهاد السلاح والسنان ؛ وهو “جهاد الخاصة من أتباع الرسل ، وهو جهاد الأئمة ، وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته ، وشدة مؤنته ، وكثرة أعدائه ، قال تعالى : ﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَبَعَثۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٖ نَّذِيرٗا٥١ فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا٥٢﴾ [الفرقان:51-52] ، فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين”[1].
ولما كان من صفات كثير من الأعداء التخفي والتلون ، صار لا ينفع معهم ولا يجدي لفضحهم،
وكشف عوارهم ، وهتك أستارهم إلا سلاح البيان ، وإقامة الحجاج ؛ وقد رأينا أولئك الأعداء -جليًا- بصفاتهم ؛ يخاتلون أهل الإسلام والسنة ، يتساررون مع أتباعهم دون العامة ؛ يربون الناشئة على السيء من الأفكار ، مادين أيديهم في تحالفات خارجية مريبة ، ينفثون سمومهم وشبهاتهم عبر القنوات ، وعلى منصات الإعلام ، وشبكات “الانترنت” ، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا يعرفهم إلا من خبرهم وتتبع مناهجهم ، والتصدي لهذا النوع فرض متحتم على من آتاه الله العلم ؛ من الأثبات المؤهلين المؤصلين .
(2)
وأعداؤنا المتربصون المتسترون ؛ نافثو السموم الفكرية في أمتنا المحمدية كثيرون ، وأهمهم في هذه المرحلة :
1) الشيعة الروافض ، المدعومون من الدولة الصفوية في إيران .
2) الصوفية ،
3) الأشاعرة والماتريدية ،
4) العلمانيون المنافقون ، والليبراليون المتحررون ،
5) الخوارج ؛ بشتى طوائفهم وجماعاتهم ،
6) المرجئة .
وأصحاب هذه الفرق -وغيرهم ممن نحا نحوهم- قد اتخذوا النفاق مطية لهم ، طورًا باسم : “الوطنية” ، وطورًا آخر باسم : “التعايش” ؛ فإن نقدهم ناقد ، وكشف شبهاتهم عالم ناصح رفعوا عقيرتهم : “لا تفرقوا الجمع ، واحذروا شق الصف ، وإحداث الفتن” ، ومقولتهم هذه عبارة عن مخدر يخدرون به السذج والعوام من الناس ، وقد نجحوا -في كثير من الأحيان- في تصديرها وغش الناس بها ؛ فعليه أقول :
إن ترك هؤلاء الأعداء المتخفين وما أرادوا سبيل موصل -لا سمح الله- إلى إسقاط الدول ، وتفريق الجموع ، وشق الصفوف ، وإحداث الفتن ، حمى بلادنا وبلاد المسلمين من شرورهم وعدوانهم .
(3)
وهنا حقائق لا بد من التذكير بها ، وهي أصول لهذا الباب ، مهمٌ معرفتها :
أولها : “الحق واحد لا يتعدد” ، بنص قول ربنا الكريم في كتابه المكرم ، حيث يقول : ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ٣٢﴾[يونس:32] ،
فـ”حرية الاعتقاد” الذي يدندن حولها أهل النفاق والعلمنة -ومن سار على طريقهم ، واستن بسنتهم- ما هي إلا افتئات على الشريعة ، وانحراف عن الجادة ، وخروج عن الجماعة ، فما ثمة إلا حق وطريق واحد ؛ متمثل في دين واحد فقط ، هو الدين الإسلامي ، وشريعته النقية الطاهرة المطهرة ، على فهم سلف الأمة للكتاب والسنة ، وهذا الطريق هو -وحده- الموصل إلى رضوان الله تعالى والجنة ، وأما الباطل فهو طرق وسبل متعددة ، كل واحد منها موصل إلى سخط الجبار وسعير النار -والعياذ بالله- .
ثانيها : “سنة التدافع” : من السنن الكونية المعروفة المعلومة ؛ سنة دائمة باقية إلى قيام الساعة ، ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا٢٣﴾ [الفتح:23] ، وقد أشار إلى هذه السنة القرآن في قوله تعالى : ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ٢٥١﴾ [البقرة:251] ،
فإذا جاء شخص غيور على دينه وبلاده يرد على أهل الضلال ضلالهم -بعلم وحكمة- فليُحمد قوله وفعله ، وحذار حذار من منعه أو تثبيطه ، بحجج واهية ، لا قيمة لها في ميزان العلم والعلماء ؛ إذ أن منع أهل الصلاح من بذل النصح والرد على المنافقين وأهل الضلال هو إيذان وسماح بانتشار الفساد في الأرض ، ورد لسنة الله في خلقه في دفع بعضهم أباطيل بعض ، وذهاب للخيرية التي وعد الله بها من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وذلك في قوله جل ذكره : ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران:110] .
ثالثها : الحق غالب ، و”العاقبة للمتقين” ، قال تعالى : ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ﴾ [الأنبياء:18] ، وقال تعالى : ﴿إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ١٢٨﴾ [الأعراف:128] ،
فإنه ولو طال ليل الظالمين ، فسوف يعقبه صباح الغلبة والتمكين ، والنصر على الأعداء المتربصين ، بمنةٍ وفضلٍ من العزيز الحكيم ، إنه -جل وعز- على كل شيء قدير .
رابعها : ليست الفتنة أن يرد العالم ، أو طالب العلم الخطأ برويَّة وتؤدة ، وعلم وسنة ؛ إنما حقيقة الفتنة : مخالفة أمر الله ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ٦٣﴾ [النور:63] ،
فإذا ترك أهل الضلال في نشر شركياتهم وبدعهم وانحرافاتهم دون نكير ؛ بحجة التعايش وخشية نقض النسيج حلت في البلدان الأوابد والفتن ، وآذن الله -بعد- بعقاب لا يبقي ولا يذر ، قال تعالى : ﴿وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا١٦﴾ [الإسراء:16] ، وقال تعالى : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ١١٧﴾ [هود:117].
خامسها : “فِي الجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ”[2].
فلن تجد أحدًا يعمل عملاً ما إلا بدافع اعتقادي يحركه ، ويدفعه إلى تحقيق أجندته وأهدافه ،
وهكذا حال الفرق ؛ فلا توجد فرقة ظهرت في أمة الإسلام -أو في خارجها- إلا ولها عقيدة خاصة بها تحرك أصحابها ، لها أصولها وقواعدها التي تسير على أساسها ، والناجون المفلحون من هذه الفرق هي -فقط- : فرقة أهل السنة والجماعة ، بنص قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَ وَاحِدَة» ، قَالُوا وَمَا هُمْ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»[3].
فعليه أقول -استرشادًا بهذا الحديث- : يجب أن تصحح عقائد العباد المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، بالدعوة والتعليم ، والنصح والتذكير ، لكي يكونوا من حزب الله المفلحين ، فإن لم يؤوبوا ويتوبوا فيجب التحذير منهم -بأسمائهم- حتى لا يقع في شباكهم العوام ، أو جهلة المسلمين الأغمار .
سادسها : “كل منا راد ومردود عليه ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم” ، “فالواجب اتباع ما جاء به وقبوله ، وعدم رد شيء مما جاء به عليه الصلاة والسلام ؛ للآية الكريمة المذكورة -وهي قوله تعالى :﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر:7] – وما جاء في معناها ؛ ولقوله تعالى : ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا٥٩﴾ [النساء:59][4]، وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم فيعرض قوله على الكتاب والسنة ، فإن وافقهما قبل واتبع ، وإلا رد عليه قوله ورفض .
وعليه أقول : إذا رُدَّ على إنسان قوله المنتشر بالدليل الصحيح ، فلا عيب ولا تثريب على الراد ؛ لأنه محسن مصلح ، يريد إنقاذ المخطئ من الغواية إلى الهداية ، ومن الخطأ إلى الصواب ، وليس فعله في رده -على المعين من الناس- من التشهير في شيء ، لا من قريب ولا بعيد ، وقد وقع بين الصحابة والتابعين ومن بعدهم ردود علمية نزيهة ، وقد حُمِدَت منهم ، ولم يعب بعضهم على بعض في شيء منها .
سابعها : رضى الناس كلهم مستحيل أن يدرك ، و”مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ؛ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ”[5]،
فعلى العامل أن لا يحمل هم الناس ومدى رضاهم ، عليه -أولاً وآخراً- أن يبدأ بتصحيح العمل ، وإرضاء الرب جل وتكرم ، وأما النتيجة والثمرة فسيجدها -إن شاء الله- يانعة ناصعة ، والجزاء من جنس العمل .
ثامنها : “أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ”[6]، وهو أصل أصيل متين في دين الإسلام ، فحب أولياء الله من أهل السنة والجماعة ؛ الموحدين المتبعين من محبة الله ، وبغض المخالفين لنا من اليهود والنصارى الكافرين ، والرافضة الصفويين المجوسيين ، وأهل التصوف الخرافيين -ونحوهم- هو من دين الله ، بل من أوثق عراه ، فالمسلم الحق يحب أولياء الله تعالى الموحدين ، ويكره أعداء الله الكافرين ، والمبتدعين الضالين ، ومنه نعرف خطأ القانون المشتهر المنتشر ؛ المعروف بـ: “تجريم خطاب الكراهية” ، فهو بعيد -كل البعد- عن دين الإسلام ، وشريعة خير الأنام .
تاسعها : “الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ”[7]، فيجب أن يكون المرجع والسؤال لما أشكل من المسائل العلمية إلى العلماء ؛ أهل الحل والعقد ، الربانيين الأثبات ، أهل الصدق والصلاح ، والتقى والإيمان ، وليحذر كل الحذر من المتعالمين ، والرؤوس الجهال ، فإنهم الداء العضال ، الواجب منهم الفرار .
عاشرها : “لَنْ يَصْلُحَ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلُحَ بِهِ أَوْلُهَا”[8].
فمريدو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي لن يستطيعوا الوصول إلى مطمحهم ومبتاغهم في الإصلاح -ولو بذلوا كل غال ونفيس- إلا بالرجوع إلى نهج الأسلاف في طريقة الإصلاح ، وكان طريقهم الأوحد في ذلك -رضي الله عنهم وأرضاهم- هو : اتخاذ الكتاب والسنة شريعة علمية عملية عقدية ، وذلك في جميع مناحي الحياة ، بلا استثناء .
(4)
وأخيرًا :
· وصيتي إلى من ولاه الله الولاية أن يعد العدة بصدق لتكوين فئة صالحة تضم علماء وكتابًا من أهل السنة ليكشفوا الشبهات ، ويردوا على أهل الضلال ضلالاتهم والمنكرات ، وليكونوا على ذكر بـ:
– أنا ” كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ”[9]،
– وأن النجاح والفلاح موقوف على الإخلاص والاتباع ؛ في القول والعمل ،
– وأن المبادرة في الدعوة إلى سبيل الحق ، والرد على المخالفين أمر متحتم لازم ؛ والتخلف والنكوص عنه نوع من أنواع الفرار من الزحف ،
– وأن الأعداء -بشتى طوائفهم ودياناتهم- يتربصون بنا ، فإذا تركنا الدعوة إلى دين الله الحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، صار لهم فرصة سهلة سانحة للاستحواذ على عقول وأفكار الناشئة ؛ لأنه بطبيعة الحال : إذا لم نُبَادِر فسوف نُبَادَر ، وإذا لم نَدْعُ إلى الحق فسوف نُدعَى إلى الباطل ، والواقع أقرب شاهد .
وأنا أجزم -بإذن الله الواحد الأحد- بأن مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية -وغيرها- سوف تضمحل ، ثم تتلاشى وتزول ؛ إن قمنا بما أوجبه الله علينا بلا تكاسل أو خمول ،
فاللهم هل بلغت اللهم فاشهد ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع .