عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (44)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
الصَّهَايِنَةُ الْيَهُوْدُ -عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ- مَهْزُوْمُوْنَ مَطْرُوْدُوْنَ مَدْحُوْرُوْنَ بِإِذْنِ الْمَلِكِ الْغَلَّابِ .
فَيَا أَهْلَنَا ؛ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالتَّوْحِيْدِ فِيْ أَرْضِ مَسْرَى -الْمُصْطَفَى الْحَبِيْبِ- : فِلَسْطِيْنَ ، قَدْ رَأَيْنَا وَعَلِمْنَا بِمَا أَصَابَكُمْ مِنْ عُدْوَانٍ غَاشِمٍ مِنْ قِبَلِ هَذِهِ الشِّرْذِمَةِ اليَهُوْدِيَّةِ ؛ الْغَادِرَةِ الْفَاجِرَةِ الْكَافِرَةِ ، فَمُصَابُكُمْ الَّذِيْ أَصَابَكُمْ هُوَ مُصَابُنَا ، وَحُزْنُكُمْ الَّذِيْ أَلَمَّ بِكُمْ هُوَ حُزْنُنَا ، فَنَحْنُ مَعَكُمْ وَلَنْ نَتْرَكَكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ ، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}[التوبة:71] ، “وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِيْ تَوَادِّهِمْ ، وَتَرَاحُمِهِمْ ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”[1].
وَفِي هَذِهِ الْعُجَالَةِ أُوْصِيْكُمْ -أَيُّهَا الْمُوَحِّدُوْنَ الْمُرَابِطُوْنَ- بِـ:
الصَّبْرِ وَالْمُصَابَرَةِ ، فَـ{اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}[آل عمران:200] ،
وَاثْبُتُوْا وَثَبِّتُوْا ، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ }[آل عمران:139-140] ، وَ{إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء:104] ،
وَقَاتِلُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ وَحْدَهُ ، لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا ، و”مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ أَعْلَى ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”[2]، “وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ ؛ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً ، فَقُتِلَ ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ”[3] ،
وَثِقُوْا بِرَبِّكُمْ الْقَرِيْبِ ، فَـ {إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب}[البقرة:214] ، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم}[آل عمران:126] ،
وَلْيَكُنْ وَلِيُّكُمْ -فِيْمَا أَنْتُمْ فِيْهِ- : اللهُ ، وَالْمُؤْمِنُوْنَ الْمُوَحِّدُّوْنَ ، وَحَذَارِ حَذَارِ مِنْ أَنْ تَمُدُّوْا أَيْدِيَكُمْ -طَلَبًا لِلنُّصْرَةِ- لِـ : الْمُنَافِقِيْنَ ، أَوِ الْمُشْرِكِيْنَ ، أَوِ الْمَجُوْسِ الصَّفَوِيِّيْنَ.
أَعَزَّكُمُ اللهُ ، وَأَقَرَّ عُيُوْنَكُمْ بِنَصْرٍ قَرِيْبٍ ، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون}[الروم:4] .
“اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ” ، اللَّهُمَّ اُنْصُرِ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ أَرْضِ فِلَسْطِيْنَ السَّلِيْبَةِ ، اللَّهُمَّ نَصْرًا مُؤَزَّرًا قَرِيْبًا ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ ،
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى النَّذِيْرِ الْبَشِيْرِ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الرَّسُوْلِ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ .