القائمة إغلاق

Month: ربيع الأول 1443هـ

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (59)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

{إِنَّهُمْ كَانُوْا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِيْنَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}

[الواقعة:45-46] .

“قَدْ أَلْهَتْهُمْ دُنْيَاهُمْ ، وَعَمِلُوْا لَهَا ، وَتَنَعَّمُوْا ، وَتَمَتَّعُوْا بِهَا ، فَأَلْهَاهُمُ الْأَمَلُ عَنْ إِحْسَانِ الْعَمَلِ … ، يَفْعَلُوْنَ الذُّنُوْبَ الْكِبَارَ ، وَلَا يَتُوْبُوْنَ مِنْهَا ، وَلَا يَنْدَمُوْنَ عَلَيْهَا”[1]،

خَرَجُوْا مِنْ بُيُوْتِهِمْ كَالْكِلَابِ الْمَسْعُوْرَةِ يَلْهَثُوْنَ ، وَعَنْ لَذَائِذِ الدُّنْيَا الْمُحَرَّمَةِ يَبْحَثُوْنَ ، وَإِلَى مَكَانِهَا -إِذَا وَجَدُوْهَا- يَتَنَادَوْنَ ، …

فَلَمَّا جَاؤُوْهَا حُشِرُوْا كَالْبَهَائِمِ فِيْ مَحْشَرٍ كَبِيْرٍ ؛ فَهُمْ فِيْهِ يُوْزَعُوْنَ ، وإِلَى مَا تُلْقِيْهِ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِيْنُ يَأْنَسُوْنَ وَيَطْرَبُوْنَ .

ظَنُّوْا أَنَّهُمْ بِفِعْلَتِهِمْ النَّكْرَاءِ -هَذِهِ- قَدْ بَلَغُوْا مَبْلَغًا مِنَ النَّشْوَةِ ، وَالسُّرُوْرِ ، وَالْحُبُوْرِ ، وَمَا دَرَوْا أَنَّهُمْ بِغَضَبِ اللهِ ، وَسُخْطِهِ ، وَعِقَابِهِ مُتَوَعَّدُوْنَ ،

وَيَا عَجَبًا ،

لَوْ صَحَّتِ الْعُقُولُ لَعَلِمَتْ أَنَّ طَرِيقَ تَحْصِيلِ اللَّذَّةِ ، وَالْفَرْحَةِ ، وَالسُّرُورِ ، وَطِيبِ الْعَيْشِ إِنَّمَا هُوَ فِي رِضَاءِ مَنِ النَّعِيمُ كُلُّهُ فِي رِضَاهُ ، وَالْأَلَمُ وَالْعَذَابُ كُلُّهُ فِي سُخْطِهِ ، وَغَضَبِهِ ، فَفِي رِضَاهُ : قُرَّةُ الْعُيُونِ ، وَسُرُورُ النُّفُوسِ ، وَحَيَاةُ الْقُلُوبِ ، وَلَذَّةُ الْأَرْوَاحِ ، وَطِيبُ الْحَيَاةِ ، وَلَذَّةُ الْعَيْشِ ، وَأَطْيَبُ النَّعِيمِ ، وَمِمَّا لَوْ وُزِنَ مِنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ بِنَعِيمِ الدُّنْيَا لَمْ يَفِ بِهِ …

فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَنْقَصَ عَقْلَ مَنْ بَاعَ الدُّرَّ بِالْبَعْرِ ، وَالْمِسْكَ بِالرَّجِيعِ ، وَمُرَافَقَةَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ بِمُرَافَقَةِ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَلَعَنَهُمْ ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ، وَسَاءَتْ مَصِيرًا”[2].

اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ،

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنَا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُوْنِيْنَ ،

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَالتَّابِعِيْنَ .



([1]) تفسير الكريم الرحمن ؛ للسعدي ، ص : (834) .

([2]) الجواب الكافي ؛ لابن القيم ، ص : (82) .

 فَلَاسِفَةٌ جُدُدٌ فِيْ جَامِعَاتِنَا … وَالدُّكْتُوْرُ هَانِي الْمِلْحِمُ أُنْمُوْذَجًا .

 فَلَاسِفَةٌ جُدُدٌ فِيْ جَامِعَاتِنَا … وَالدُّكْتُوْرُ هَانِي الْمِلْحِمُ أُنْمُوْذَجًا .

مَنَاقَشَةٌ لِلدُّكْتُوْرِ الْمَذْكُوْرِ فِيْ بَعْضِ فَلْسَفِيَّاتِهِ الْمَبْثُوْثَةِ عَلَى فَضَاءَاتِ تُوِيْتَر ، مَعَ ذِكْرِ بَعْضِ مَا جَاهَرَ بِهِ مِنْ مُخَالَفَاتٍ عَقَدِيَّةٍ ؛ كَاسْتِغَاثَتِهِ بِالرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ نَخْتِمُهُ بِنَصَائِحَ وَتَوْجِيْهَاتٍ وَإِرْشَادَاتٍ مُهِمَّةٍ .

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :

(مقدمة)

الدكتور هاني الملحم -أصلحه الله- أستاذ في جامعة الملك فيصل بالأحساء ، متخصص في الفلسفة ، ومقارنة الأديان ، ويرأس حاليًا قسم العقيدة فيها ، ولقد اطلعت على مجموعة من تغريداته ، وبعض مقالاته في الصحف ، واستمعت إلى بعض لقاءاته في الإعلام ، فخرجت منها -موقنًا- بأن الرجل يحمل فكرًا خطيرًا ؛ فهو داعية من دعاة اعتناق المذهب الفلسفي الجدد ، له نظريات وأفكار فلسفية ينادي بها ،

والدكتور -أيضًا- شاعر ، له مشاركات شعرية عديدة ، لكنه -ويا للأسف- استخدم بعض شعره في الاستغاثات الشركية بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وفي هذا المقال سوف أعرض -إن شاء الله- مثالاً لبعض أطروحاته ، وفلسفياته ، وذكرًا لبعض أخطائه ؛ نصحًا له ، ولمن سار على دربه من أمثاله ، وخوفًا على أولادنا وطلابنا من  أن يصيبهم شيءٌ من سقيم أفكاره ، أسأل الله الهداية له ، ولكل من تأثر بأقواله ؛

فأقول بدءًا :

سأجعل المقال من قسمين :

الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : فِيْ ذِكْرِ أَخْطَائِهِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَقَدِيَّةِ ،

وَالْقِسْمُ الثَّانِي : فِيْ نَصَائِحَ وَتَوْجِيْهَاتٍ مُقَدَّمَةٍ لَهُ ، ثُمَّ لِمُتَابِعِيِهِ وَقُرَّائِهِ وَطُلَّابِهِ ، ثُمَّ لِلْجَامِعَةِ الْمُنْتَسِبِ إِلَيْهَا .

فلنبدأ الآن ، بـ:

 كَلِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا فِيْ مُوْضُوْعِ تَجْمِيْلِ الْمَقَابِرِ وَتَشْجِيْرِهَا.

 كَلِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا فِيْ مُوْضُوْعِ تَجْمِيْلِ الْمَقَابِرِ وَتَشْجِيْرِهَا.

كَلِمَةٌ مُقَيَّدَةٌ أَتَنَاوَلُ فِيْهَا مَا عَرَضَتْهُ بَعْضُ الصُّحُفِ الْمَحَلِّيَّةِ مِنْ إِرَادَةِ جِهَةٍ مَعْنِيَّةٍ بِالشُّؤُوْنِ الْخِدْمِيَّةِ بِتَجْمِيْلِ الْمَقَابِرِ وَتَشْجِيْرِهَا .  

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :

(مقدمة)

طالعتنا صحيفة : “الأحساء نيوز” هذه الأيام بخبر جديد ، منشور في طيات صفحاتها بتاريح : 15/3/1443ه ، الموافق : 21 /10/2021م ، وكذلك أوردت هذا الخبر جريدة : “الوطن” ، بتاريح : 27/1/1443ه ، الموافق : 4/9/2021م ، وهذا الموضوع يتعلق بـ”المقابر” ؛ إذ تقوم إحدى الوزارات الخدمية -الآن- بتنفيذه داخل المقابر، وهو عبارة عن مبادرة لها ؛ في برنامج أسمته : “برنامج تشجير المقابر” ؛ تريد من خلال تحقيقه تحسين المشهد الحضري ، وأنسنة المدن ، وزيادة الغطاء النباتي في المنطقة ، فلما قرأت الموضوع وتأملته استغربته كثيرًا كثيرًا ؛ لما أعلمه من أن ما أرادوه في برنامجهم المذكور يعتبر مخالفة شرعية -سأذكر مسوغاتها بعد قليل إن شاء الله- فعزمت على الكتابة في هذا الشأن لأبين رأيي فيه ؛ نصحًا للمسؤولين في بلادنا ، وإبراء لذمتي ، ووفاء بالعهد الذي أخذه الله على أهل العلم ألا يكتموه ؛ خاصة وأنه قد انتشر وصرح به في الصحف ، وبدئ -فعليًّا في تنفيذه ، فأقول -سائلاً الله العون والسداد- :

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (58)-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (58)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

فَتْوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْإِفْتَاءِ فِيْ حُكْمِ إِقَامَةِ الْمَهْرَجَانَاتِ الْغِنَائِيَّةِ .

[رقم الفتوى : (20856) ، صادرة في : (15/ 3/1420ه)]

سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْبُحُوْثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْإِفْتَاءِ عَنْ :

حُكْمِ إِقَامَةِ الْمَهْرَجَانَاتِ وَالْحَفَلَاتِ الَّتِيْ تَتَضَمَّنُ اللَّهْوَ ، وَالْغِنَاءَ ، وَالطَّرَبَ ، وَدَعْوَةَ الْمُغَنِّيْنَ ، وَالْمُغَنِّيَاتِ ، وَالشُّعَرَاءِ ، وَالْمُمَثِّلِيْنَ ، وَإِنْفَاقَ الْأَمْوَالِ الطَّائِلَةِ فِيْ ذَلِكَ ، وَإِلْهَاءَ النَّاسِ عَمَّا يَنْفَعُهُمْ فِيْ دِيْنِهِمْ ، وَدُنْيَاهُمْ ، وَعَنْ حُكْمِ حُضُوْرِ هَذِهِ الْاِحْتِفَالَاتِ ، وَالْمَهْرَجَانَاتِ ، وَمُشَاهَدَتِهَا ؟

وَبَعْدَ دِرَاسَةِ اللَّجْنَةِ لِلْاِسْتِفْتَاءِ أَجَابَتْ بِأَنَّهُ :

يَحْرُمُ عَلَى الْمُسْلِمِ إِقَامَةُ حَفَلَاتٍ ، أَوْ مَهْرَجَانَاتٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى أُمُوْرٍ مُنْكَرَةٍ ؛ كَالْغِنَاءِ ، وَالْمُوْسِيْقَى ، وَاخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ، وَإِحْضَارِ السَّحَرَةِ وَالْمُشَعْوِذِيْنَ ؛ لِلْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الْكَثِيْرَةِ الدَّالَّةِ عَلَى تَحْرِيْمِ هَذِهِ الْأُمُوْرِ ، وَأَنَّهَا مِنْ أَسْبَابِ الْوُقُوْعِ فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْفُجُوْرِ ، وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ أَحَبَّ شُيُوْعَ الْفَاحِشَةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِيْنَ ، وَدَعَا إِلَى ذَلِكَ وَأَعَانَ عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ الْأَلِيْمِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : {إِنَّ الَّذِيْنَ يُحِبُّوْنَ أَنْ تَشِيْعَ الْفَاحِشَةَ فِي الَّذِيْنَ آمَنُوْا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[النور:19]،

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ -الحلقة الرابعة- “الأخيرة” .

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ.

نَظَرَاتٌ نَاقِدَةٌ لِمَا تَضَمَّنَتُهُ بَعْضُ الْمُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيَّةِ والَّتِيْ تُعْنَى بِـ”التَّفْكِيْرِ النَّاقِدِ” ، مِنْ خِلَالِ عَقْدِ مُقَارَنَةٍ بَيْنَ تَفْكِيْرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَتَفْكِيْرِ مُخَالِفِيْهِمْ ، “وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ” .

 -الحلقة الرابعة- “الأخيرة” .

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :

(مقدمة)

كنا قد ذكرنا في الحلقات السابقة أهم الفوارق بين تفكير أهل السنة والجماعة ، وتفكير غيرهم ، وفي هذه الحلقة -إن شاء الله- سوف أذكر -سردًا- الآثار المترتبة على هذا الاختلاف ؛ فأقول مستعينًا بالله ، متوكلاً عليه :

(ثَالِثًا) :

أَهَمُّ الْآثَارِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى الْاِخْتِلَافِ بَيْنَ تَفْكِيْرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَتَفْكِيْرِ غَيْرِهِمْ .

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ،الحلقة (56)-الجزء الثالث-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (56)

-الجزء الثالث-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِصْلَاحٌ لِمَنْ يُرِيْدُ الْإِصْلَاحَ”.

(3)

سَنُتَابِعُ فِيْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- الْكِتَابَةَ فِيْ بَقِيَّةِ الْخُطُوَاتِ الْإِصْلَاحِيَّةِ -وَالَّتِيْ كُنَّا قَدْ بَدَأْنَاهَا فِيْ الْحَلْقَةِ السَّابِقَةِ بِـ”الْخُطْوَةِ الْأُوْلَى” ، وَالَّتِيْ كَانَ عُنْوَانُهَا : “حِفْظُ الْحِمَى”- فَنَقُوْلُ -سَائِلِيْنَ اللهَ التَّوْفِيْقَ وَالْهُدَى- :

الْخُطْوَةُ الثَّانِيَةُ : “دَوَامُ الْعَمَلِ” .

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ-الحلقة الثالثة-

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ.

نَظَرَاتٌ نَاقِدَةٌ لِمَا تَضَمَّنَتُهُ بَعْضُ الْمُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيَّةِ والَّتِيْ تُعْنَى بِـ”التَّفْكِيْرِ النَّاقِدِ” ، مِنْ خِلَالِ عَقْدِ مُقَارَنَةٍ بَيْنَ تَفْكِيْرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَتَفْكِيْرِ مُخَالِفِيْهِمْ ، “وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ” .

 -الحلقة الثالثة-

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :

(مقدمة)

وفي هذه الحلقة -إن شاء الله- سوف أنقل مجموعة نقول مهمة عن علماء الأمة تبين :

ضَرَرَ تقديس العقل على الفرد والمجتمع ، وما أنتجه من قوانين مخالفة للشريعة المحكمة المطهرة ، وَالرَّدَّ على الطريقة التشكيكية في التفكير ،

وَكَذَلِكَ نقولاً أخرى تبين خطورة الطريقة الفلسفية المنطقية الأرسطية في التعليم ،

فأقول وبالله التوفيق وبه أستعين :

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (56)-الجزء الثاني-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (56)

-الجزء الثاني-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِصْلَاحٌ لِمَنْ يُرِيْدُ الْإِصْلَاحَ”.

(2)

هَذِهِ الْحَلَقَةُ سَوْفَ أُخَصِّصُهَا لِمَنْ وَعَدْتُ بِتَوْجِيْهِ خُطَّةِ الْإِصْلَاحِ الْمَقْصُوْدَةِ إِلَيْهِ ، وَهُمْ أَصْحَابُ الْفِئَةِ الْأُوْلَى الْمُشَارِ إِلَيْهَا فِيْ الْحَلْقَةِ السَّابِقَةِ بِأَنَّهُمْ : “الْفِئَةُ السَّالِمَةُ مِنْ أَيِّ مُنْكَرَاتٍ ظَاهِرَةٍ ؛ وَهُمُ الْآبَاءُ الصَّالِحُوْنَ ؛ أُوَجِّهُهَا لَهُمْ لَيُقَوُّوْا بِهَا حِمَاهُمْ ، وَيُؤَمِّنُوْا جُدُرَهُمْ وَأَسْوَارَهُمْ مِنْ أَنْ يَخْتِرِقَهَا الْمُنَافِقُوْنَ الْمُخَاتِلُوْنَ” ؛ لِبَثِّ مُنْكَرَاتِهِمْ ، وَإِشَاعَتِهَا بَيْنَ أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ ،

وَقَبْلَ الشُّرُوْعِ فِيْ ذِكْرِ الخُطَّةِ الْإِصْلَاحِيَّةِ أَوَدُّ أَنْ أُذَكِّرَ بِقَوَاعِدَ عَشَرَةٍ ، مُفِيْدَةٍ -إِنْ شَاءَ اللهُ- لِكُلِّ مُرِيْدٍ لِلْإِصْلَاحِ ، رَجُلًا -كَانَ الْمُصْلِحُ- أَوِ اِمْرَأَةً ، وَهَا هِيَ أَمَامَ نَاظِرَيْكُمْ مُرَتَّبَةٌ ،

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ-الحلقة الثانية-

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ .

نَظَرَاتٌ نَاقِدَةٌ لِمَا تَضَمَّنَتُهُ بَعْضُ الْمُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيَّةِ والَّتِيْ تُعْنَى بِـ”التَّفْكِيْرِ النَّاقِدِ” ، مِنْ خِلَالِ عَقْدِ مُقَارَنَةٍ بَيْنَ تَفْكِيْرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَتَفْكِيْرِ مُخَالِفِيْهِمْ ، “وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ” .

 -الحلقة الثانية-

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :

(مقدمة)

كنا قد ضربنا مثالاً في الحلقة السابقة على هوى العقلانيين أصحاب البدع -وهم : المعتزلة ، وأفراخم الأشاعرة- الذين يُحَكِّمُوْنَ عقولهم ويقدمونها في فهم الشريعة ، وفي هذه الحلقة سنكمل بضرب مثال آخر على : “العقلانين” ، مقدسي العقول ، ومعظميها ، ومقدميها ، ومحكميها على النصوص الشرعية ؛ وهم الحداثيون والليبراليون -ومن لف لفهم- فأقول :