القائمة إغلاق

Month: ذو الحجة 1443هـ

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (85)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

تَذْكِيْرٌ لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ؛ فِيْ الْخَتْمِ ، وَالْاِبْتِدَاءِ .

بِمُنَاسَبَةِ قُرْبِ بَدْءِ الْعَامِ الْجَدِيْدِ أُحِبُّ أَنْ أَنْتَهِزَ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةَ لِلتَّذْكِيْرِ ، وَالْعَمَلِ بِمَا يَلِي :

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (84)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

فَتَاوَى ، وَوَصَايَا الْأَئِمَّةِ فِيْ النَّوَازِلِ ، وَالْفِتَنِ الْمُدْلَهِمَّةِ .

(-)

-“عُقُوْبَةُ الْإِعْرَاضِ عَنْ تَحْكِيْمِ الْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ”-

قَالَ اِبْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ :

“لَمَّا أَعْرَضَ النَّاسُ عَنْ تَحْكِيْمِ الْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ، وَالْمُحَاكَمِةِ إِلَيْهِمَا ، وَاعْتَقَدُوْا عَدَمَ الِاكْتِفَاءِ بِهِمَا ، وَعَدَلُوْا إِلَى الْآرَاءِ ، وَالْقِيَاسِ ، وَالِاسْتِحْسَانِ ، وَأَقْوَالِ الشُّيُوْخِ عَرَضَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ :

عِبَرٌ ، وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (83)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

فَتَاوَى ، وَوَصَايَا الْأَئِمَّةِ فِيْ النَّوَازِلِ ، وَالْفِتَنِ الْمُدْلَهِمَّةِ .

فَتْوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْإِفْتَاءِ ، بِرِئَاسَةِ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آلِ الشَّيْخِ حَفِظَهُ اللهُ ، بِشَأْنِ :

حُكْمِ بِنَاءِ الْمَعَابِدِ الْكُفْرِيَّةِ فِيْ جَزِيْرَةِ الْعَرَبِ ، مِنْ مِثْلِ : بِنَاءِ كَنَائِسَ لِلنَّصَارَى ، وَمَعَابِدَ لِلْيَهُوْدِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكَفَرَةِ ، …

الْجَوَابُ :

كُلُّ دِيْنٍ غَيْرِ دِيْنِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كُفْرٌ ، وَضَلَالٌ ،

وَكُلُّ مَكَانٍ لِلْعِبَادَةِ عَلَى غَيْرِ دِيْنِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ بَيْتُ كُفْرٍ ، وَضَلَالٍ ؛ إِذْ لَا تَجُوْزُ عِبَادَةُ اللهِ إِلَّا بِمَا شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِيْ الْإِسْلَامِ ، وَشَرِيْعَةُ الْإِسْلَامِ خَاتِمَةُ الشَّرَائِــــــــعِ عَامَّةً ؛ لِلثَّقَلَيْنِ ؛ الْجِنِّ ، وَالْإِنْسِ ، وَنَاسِخَةٌ لِمَا قَبْلَهَا ، وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى ،
وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْيَهُوْدَ عَلَى حَقٍّ ، أَوِ النَّصَارَى عَلَى حَقٍّ ؛ سَوَاءً كَانَ مِنْهُمْ ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ ، وَهُوَ مُرْتَدٌّ عَنِ الْإِسْلَامِ ؛ إِنْ كَانَ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، إِنْ كَانَ مِثْلُهُ مِمَّنْ يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ
،

قَالَ اللهُ تَعَالَى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ:28] ،

وَقَالَ عَزَّ شَأْنُهُ : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:158]  ،

وَقَالَ سُبْحَانَهُ : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران:19] ،

 وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران:85]  ،

 وَقَالَ سُبْحَانَهُ : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}[البينة:6] ،

 وَثَبَتَ فِيْ الصَّحِيْحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»[1] ، …

وَلِهَذَا أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيْمِ بِنَاءِ الْمَعَابِدِ الْكُفْرِيَّةِ ؛ مِثْلُ : الْكَنَائِسِ فِيْ بِلَادِ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوْزُ اِجْتِمَاعُ قِبْلَتَيْنِ فِيْ بَلَدٍ وَاحِدٍ مِنْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ ، …

وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى أَنَّ بِنَاءَ الْمَعَابِدِ الْكُفْرِيَّةِ ، وَمِنْهَا : الْكَنَائِسُ فِيْ جَزَيْرَةِ الْعَرَبِ ، أَشَدُّ إِثْمًا ، وَأَعْظَمُ جُرْمًا ؛ لِلْأَحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ الصَّرِيْحَةِ بِخُصُوْصِ النَّهْيِ عَنْ اِجْتِمَاعِ دِيْنَيْنِ فِيْ جَزِيْرَةِ الْعَرَبِ ، مِنْهَا : قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَا يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ”[2]، … ،

فَجَزِيْرَةُ الْعَرَبِ حَرَمُ الْإِسْلَامِ ، وَقَاعِدَتُهُ ؛ الَّتِيْ لَا يَجُوْزُ السَّمَاحُ ، أَوِ الْإِذْنُ لِكَافِرٍ بِاخْتِرَاقِهَا ، وَلَا التَّجَنُّسُ بِجِنْسِيَّتِهَا ، وَلَا التَّمَلُّكُ فِيْهَا ؛ فَضْلًا عَنْ إِقَامَةِ كَنِيْسَةٍ فِيْهَا لِعُبَّادِ الصَّلِيْبِ ، فَلَا يَجْتَمِعُ فِيْهَا دِيْنَانِ ، إِلَّا دِيْنًا وَاحِدًا ؛ هُوَ دِيْنُ الْإِسْلَامِ ؛ الَّذِيْ بَعَثَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ ، وُرَسُوْلَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وَلَا يَكُوْنُ فِيْهَا قِبْلَتَانِ ، إِلَّا قِبْلَةً وَاحِدَةً ؛ هِيَ قِبْلَةُ الْمُسْلِمِيْنَ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيْقِ ….  

وَبِهَذَا يُعْلَمُ أَنَّ السَّمَاحَ ، وَالرِّضَا بِإِنْشَاءِ الْمَعَابِدِ الْكُفْرِيَّةِ ؛ مِثْلِ : الْكَنَائِسِ ، أَوْ تَخْصِيْصِ مَكَانٍ لَهَا فِيْ أَيِّ بَلَدٍ مِنْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْظَمَ الْإِعَانَةِ عَلَى الْكُفْرِ ، وَإِظْهَارِ شَعَائِرِهِ ، وَاللهُ عَزَّ شَأْنُهُ يَقُوْلُ : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة:2] ،

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : “مَنِ اِعْتَقَدَ أَنَّ الْكَنَائِسَ بُيُوْتُ اللهِ ، وَأَنَّ اللهُ يُعْبَدُ فِيْهَا ، أَوْ أَنَّ مَا يَفْعَلُهُ الْيَهُوْدُ ، وَالنَّصَارَى عِبَادَةً للهِ ، وَطَاعَةً لِرَسُوْلِهِ ، أَوْ أَنَّهُ يُحِبُّ ذَلِكَ ، أَوْ يَرْضَاهُ ، أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَى فَتْحِهَا ، وَإِقَامَةِ دِيْنِهِمْ ، وَأَنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ ، أَوْ طَاعَةٌ فَهُوَ كَافِرٌ”[3] ،

وَقَالَ -أَيْضًا- رَحِمَهُ اللهُ : “مَنِ اِعْتَقَدَ أَنَّ زِيَارَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ كَنَائِسَهُمْ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ فَهُوَ مُرْتَدٌّ ، وَإِنْ جَهِلَ أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ عُرِّفَ ذَلِكَ ، فَإِنْ أَصَرَّ صَارَ مُرْتَدًّا”[4]انتهى .

عَائِذِيْنَ بِاللهِ مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهِدَايَةِ ،

وَلْيَحْذَرِ الْمُسْلِمُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ نَصِيْبٌ مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى : {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:25-28] .

وَبِاللهِ التَّوْفِيْقُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَآلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَسَلَّمَ[5] .

 

تَنْبِيْهٌ :

جَزِيْرَةُ الْعَرَبِ  هِيَ : “الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُوْدِيَّةُ ، وَالْيَمَنُ ، وَدُوَلُ الْخَلِيْجِ ، كُلُّ هَذِهِ الدُّوَلُ دَاخِلَةٌ فِيْ الْجَزِيْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ”.

[اِنْظُرْ مَجْمُوْعَ الْفَتَاوَى لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ اِبْنِ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ (6/454)] .



(1) رواه البخاري (335) .

(2) رواه الإمام مالك (17) ، وأصله في الصحيحين .

(3) انظر : كشاف القناع (6/170) .

(4) انظر : مطالب أولي النهى (6/281) .

(5) فتاوى اللجنة الدائمة (1/268-471) .