القائمة إغلاق

“بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” .

حَلَقَاتٌ عِلْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ ، أَصِفُ فِيْهَا الْبُيُوْتَ الْمُؤْمِنَةَ ؛ عَقِيْدَتَهَا وَأَخْلَاقَهَا ، ثم أُذَكِّرُ بَعْدَهَا بِالتَّرَاتِيْبِ السَّلَفِيَّةِ الضَّرُوْرِيَّةِ فِيْ طُرُقِ وَأَسَالِيْبِ ِحِفْظِهَا مِنْ عُدْوَانِ الْفِرَقِ الْمُعْتَدِيَةِ .

حَلَقَاتٌ مُهِمَّةٌ ، وَبِخَاصَّةٍ فِيْ أَزِمِنَةِ الْغُرْبَةِ ، مُوَجَّهَةٌ لِجَمِيْعِ أَفْرَادِ الْأُسَرِ الْمُسْلِمَةِ ، صَانَهَا اللهُ مِنْ خُطَطِ وَتَدَابِيْرِ ذَوِيْ الشُّرُوْرِ الْكَائِدَةِ .

الحلقة (الثانية) :

-(مُقَدِّمَةٌ تَعْرِيْفِيَّةٌ لِهَذِهِ السِّلْسِلَةِ الْجَدِيْدَةِ) –

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته والتابعين … أما بعد :

(مقدمة)

تأتي هذه السلسلة : “بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” في زمن صعب ، هو أصعب بكثير من ذي قبل ، اشتد فيه الحال على المسلم الموحد ، وأصبح التهديد له ولأسرته قريبًا جدًا ، منه ، ومن أفراد عائلته ، كبرت عليه المحنة ، وعظم الخطب ، اشتد عليه لهيب النار ، وارتفع أوارها ، كان الله في عونه .

أصبح هذا الغريب يسمع في مجتمعه أخبارًا حقيقية وقعت من حوله ، أو في جيرانه ، وبين أقاربه ، ما كانت في الماضي إلا أساطير ، أو من نسج خيال القصاصين ، لكنها الآن أصبحت واقعًا فعلياً ينتهجه كثير من الأنام ، بمباركة عالمية أممية ، ومحلية ليبرالية ، فمن انتكاس الفطر ؛ بالإلحاد ، وعبادة غير الله الواحد الديان ، وبالانحراف في الاعتقاد والأخلاق ، إلى التمرد على الدين ؛ بشرعنة العادات الجاهلية ، والتعاليم الغربية ، كالشذوذ -والذي يسمى بالزواج المثلي- والنسوية ، والحرية المطلقة ؛ الدينية ، والأخلاقية ، والسياسية ، والاقتصادية ، … ، وغير ذلك من الضلالات الظلامية الشيطانية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب البرية .

نسأل الله العفو والعافية  .

لِهَذِهِ السِلْسِلَةِ -الْمُزْمَعِ الْكَلَامِ عَنْهَا- قَوَاعِدُ وَمُرْتَكَزَاتٌ ثَلَاثٌ مُهِمَّةٌ ، -وَهُوَ وَاضِحٌ مِنْ عُنْوَانِهَا- :

      الوصف والكشف ،

      الدفع والمنع ،

      التصفية والتطهير ،

      الوقاية والتحصين ،

وَحَوْلَ هَذِهِ الْقَوَاعِدِ وَالْمُرْتَكَزَاتِ -وَبَيْنَهَا- سَتَكُوْنُ :

      مقدمات وتعريفات ،

      فوائد ووقفات ،

      مواعظ وعظات ،

      حقوق وواجبات ،

      مقيدات ومحترزات ،

      أسئلة ومناقشات ،

      تصحيح أفكار ، ودفع شبهات ،

      مختصرات وملخصات ،

      حلول ومقترحات ،

وَالْمَنْهَجِيَّةُ الَّتِيْ سَنَمْضِي مِنْ خِلَالِهَا فِيْ تَقْيِيْدِ وَتَسْطِيْرِ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ -فِيْ عَامِّهَا  وَالْخُصُوْصِ- سَتَكُوْنُ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي :

      الوصف العام للأسرة المسلمة ، وفيه ذكر الضوابط والتعريفات ،

      ثم المخاطر المحدقة بهذه الأسرة المسلمة ، وفيها ذكر أهم الأعداء ،

      ثم الوسائل المعينة لرد هذه المخاطر ، وفيها ذكر أبرز الحلول والمقترحات ،

وَأَمَّا الدَّافِعُ لِعَقْدِ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ ، فَهُوَ :

      بذل النصح للناس ، وأنا أحب الناصحين ،

      والخوف عليهم من شر كل شيطان مريد ،

      وبيان العلم للجاهلين والساهين ،

      وإقامة الحجة على المعاندين والمتكبرين ،

كل هذا -وغيره- مقصدنا فيه بناء سياج منيع ، ووضع حمى واسع مديد ؛ من تعاليم الدين المنيرة ، وعقائده الحميدة ، نحفظ به كيان هذه الأسرة المسلمة ، ونقمع بمعاوله خطط وشرور ذي الصدور الحاقدة المتربصة ، ومن خلاله -وأثنائه- نبني فيه بساتين غناء ، مورقة بالإيمان والأمن ، ومثمرة بالصالح من العمل والقول ، المقتفى به خير من مشى على الأرض ، محمد بن عبد الله ، عليه من ربه أفضل صلاة وسلام أتم ، والمتبع فيه من أتى بعده من صالح من سلف ، 

وهُنَاكَ قَوْاعِدُ لِلْإِصْلَاحِ ، أُرِيْدُ أَنْ أُذَكِّرَ بِهَا -ضَرُوْرِيٌّ مَعْرِفَتُهَا قَبْلَ الْبِدْءِ فِيْمَا نَحْنُ فِيْهِ- مِنْ أَهَمِّهَا عَلَى وَجْهِ الْاِخْتِصَارِ :

      أن يكون الإصلاح على منهاج النبوة ،

      وأن يكون دائمًا مستمرًا إلى قيام الساعة ،

      وأن يكون القائم به :

1)    ذا نية صادقة ،

2)    ثابتًا غير متردد ،

3)    عالِمًا بطرق الإصلاح وأساليبه ،

4)    صابرًا محتسبًا على ما يصيبه من أذى ،

5)    متوكلاً على الله ، لا على جهده وعمله ،

6)    غير متعجل النتائج ،

7)    داعياً الله تحقيق مراده ، موقناً بالإجابة ،

وسيأتي لهذه القواعد مزيد بسط وبيان -إن شاء الله- وذلك عند الكلام على المعاهد والجمعيات التي تتولى الإصلاح بين الناس ؛ ما لهم وما عليهم ،

نَسْأَلُ اللهَ التَّوْفِيْقَ وَالسَّدَادَ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ ،

اكتشاف المزيد من مدونة عبدالله بن ناصر الناجم العلمية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading