القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (63)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“الْفَأْلُ الْحَسَنُ فِيْ أَوْقَاتِ الشَّدَائِدِ وَالْفِتَنِ”

عَلَامَةٌ وَاضِحَةٌ ، وَصِفَةٌ فَارِقَةٌ فِيْ السُّنِّيٍّ الْمُوَحِّدِ ، خَاصَّةً فِيْ أَزْمِنَةِ الْاِخْتِلَافِ ، وَتَغَيِّرِ الْأَحْوَالِ ،

فَهُوَ -فِيْهَا- :

ثَابِتٌ ، وَاثِقٌ ، مُتَفَائِلٌ ، حَسَنُ الظَّنِّ ،

آمِنٌ ، مُطْمَئِنٌ ، مُسْتَبْشِرٌ ، جَازِمٌ بِقُرْبِ النَّصْرِ ،

لَا يَصُدُّهُ عَنِ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ، وَلَا يُضِيْرُهُ -أَبَدًا- كُفْرُ أَهْلِ الْإِشْرَاكِ وَكَثْرَتُهُمْ ، وَلَا حَدَثُ أَهْلِ الْاِبْتِدَاعِ وَغُلُوُّهُمْ ، وَلَا فُجُوْرُ أَهْلِ النِّفَاقِ وَزَنْدَقَتُهُمْ ، وَلَا طُغْيَانُ أَهْلِ الظُّلْمِ وَاِسْتِبْدَادُهُمْ ، وَلَا وَهَنُ أَهْلُ الْاِرْتِيَابِ وَتَخْذِيْلُهُمْ ،  

جَاهِدٌ مُجَاهِدٌ ، وَلَهُ فِيْ مَيَادِيْنِ النِّزَالِ وَالْحِجَاجِ نَصِيْبٌ وَافِرٌ ، وَسَهْمُهُ فِيْ نُحُوْرِ أَعْدَاءِ اللهِ مُتَّجِهٌ صَائِبٌ ،

داَع ٍإلِىَ رَبِّهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ ، رَابِطُ الْجَأْشِ ، وَاثِقُ الْخُطَى ، سَائِلٌ مَوْلَاهُ -عَلَى الدَوَامِ- الرُّشْدَ وَالسَّدَادَ ، والْهُدَى وَالتُّقَى ،

وَلَنَا فِيْ رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، فَقَدْ كَانَ : “يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ”[1].

فَيَا أَيُّهَا الْمُوَحِّدُوْنَ :

تَفَاءَلُوْا ، تَفَاءَلُوْا ، تَفَاءَلُوْا ،

فَإِنَّهُ مَهَمَّا طَالَ لَيْلُ الْعُصَاةِ الْفَاجِرِيْنَ ، وَتَتَابَعَ مَكْرُ الْأَعْدَاءِ الْكَائِدِيْنَ ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُعْلِي كَلِمَتَهُ ، وَيَنْصَرُ أَوْلِيَاءَهُ ، وَيَخْذِلُ أَعْدَاءَهُ ، وَإِنَّا بِذَلِكَ -وَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ- مُسْتَيْقِنُوْنَ ، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[يوسف:21] ، {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[سورة التوبة:32] .

اللَّهُمَّ نَصْرَكَ الْمُؤَزَّرَ الْمُبِيْنَ ، وَالْعَاجِلَ الْقَرِيْبَ لِأَوْلِيَائِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَنْ طَغَى وَبَغَى ، وَتَجَبَّرَ وَاسْتَكْبَرَ ، إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيْمٌ ، وَبِالْإِجَابَةِ قَوِيٌّ قَدِيْرٌ ،

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَآلِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .



([1]) رواه ابن ماجه (3536) .

اكتشاف المزيد من مدونة عبدالله بن ناصر الناجم العلمية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading