..”بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” .
حَلَقَاتٌ عِلْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ ، أَصِفُ فِيْهَا الْبُيُوْتَ الْمُؤْمِنَةَ ؛ عَقِيْدَتَهَا وَأَخْلَاقَهَا ، ثم أُذَكِّرُ بَعْدَهَا بِالتَّرَاتِيْبِ السَّلَفِيَّةِ الضَّرُوْرِيَّةِ فِيْ طُرُقِ وَأَسَالِيْبِ ِحِفْظِهَا مِنْ عُدْوَانِ الْفِرَقِ الْمُعْتَدِيَةِ .
حَلَقَاتٌ مُهِمَّةٌ ، وَبِخَاصَّةٍ فِيْ أَزِمِنَةِ الْغُرْبَةِ ، مُوَجَّهَةٌ لِجَمِيْعِ أَفْرَادِ الْأُسَرِ الْمُسْلِمَةِ ، صَانَهَا اللهُ مِنْ خُطَطِ وَتَدَابِيْرِ ذَوِيْ الشُّرُوْرِ الْكَائِدَةِ .
الحلقة (الحادية عشرة) :
-(بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ الْإِسْلَامِ)-
“وَصْفُ عَقِيْدَةِ أَهْلِهَا الْمُوَحِّدِيْنَ ، وَأَخْلَاقِهِمْ” .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته والتابعين … أما بعد :
(مقدمة)
في هذه الحلقة سوف نبدأ -إن شاء الله- فيما وعدنا به من من ذكر أبواب مهمة في عقيدة التوحيد ، مما لا يسع المسلم ، أو المسلمة جهلها ،
وَأُحِبُّ أَنْ أُنَبِّهَ -قَبْلَ الْبَدْءِ-بِأَمْرٍ مُهِمٍّ ، وَهُوَ أَنَّ :
العبادت القولية ، والقلبية ، والفعلية -المحققة لكلمة التوحيد ، مما سيأتي ذكرها-متلازمة ، لا ينفك بعضها عن بعض ، فمن تكلم بلسانه بشيء من العبادات القولية لزم أن يقر بذلك بقلبه ، معتقدًا بما قال ، عاملاً بمقتضى ذلك بقلبه ، أو بجوارحه ، وكذلك يقال في العبادات القلبية ، والفعلية ، وهذا هو “الذي عليه السلف ، والأئمة ، وجمهور الناس أنه لا بد من ظهور موجب ذلك على الجوارح ؛ فمن قال : إنه يصدق الرسول ، ويحبه ، ويعظمه بقلبه ، ولم يتكلم قط بالإسلام ، ولا فعل شيئًا من واجباته بلا خوف فهذا لا يكون مؤمنًا في الباطن ؛ وإنما هو كافر”[1]، و”متى ثبت الإيمان في القلب ، والتصديق بما أخبر به الرسول وجب حصول مقتضي ذلك ضرورة ؛ فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه ؛ فإذا ثبت التصديق في القلب لم يتخلف العمل بمقتضاه ألبتة ؛ فلا تستقر معرفة تامة ، ومحبة صحيحة ، ولا يكون لها أثر في الظاهر ، ولهذا ينفي الله الإيمان عمن انتفت عنه لوازمه؛ فإن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم ؛ كقوله تعالى : {وَلَوْ كَانُوْا يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اِتَّخَذُوْهُمْ أَوْلِيَاءَ}[المائدة:81] ، وقوله : {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ}الآية ، [المجادلة:22] ، ونحوها ؛ فالظاهر ، والباطن متلازمان لا يكون الظاهر مستقيمًا إلا مع استقامة الباطن ، وإذا استقام الباطن فلا بد أن يستقيم الظاهر ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : {أَلَا وَإِنَّ فِيْ الجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ : القَلْبُ”[2]“[3]، وهذا الحديث -من حيث التأصيل ، والتقرير- أصل للتلازم بين الظاهر ، والباطن ، ولكن عند الكلام على مناط التكفير ، أو الإيمان فإنه يكون على الظاهر ؛ فدليله -في الحكم بالإيمان- قوله صلى الله عليه وسلم لخالد رضي الله عنه لما استأذنه أن يضرب عنق المعترض على الرسول صلى الله عليه وسلم حكمه ، قال : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “فَلَعَلَّهُ يَكُونُ يُصَلِّي” ، فَقَالَ : إِنَّهُ رُبَّ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ”[4]؛ وكذلك يقال في : الحكم بالتكفير ؛ فـ”من سب الله ، أو سب رسوله كفر ظاهرًا ، وباطنًا ، وسواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم ، أو كان مستحلًا له ، أو كان ذاهلًا عن اعتقاده ، هذا مذهب الفقهاء ، وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول ، وعمل”[5]، ومن أدلة ذلك ما “قال تعالى في حق المستهزئين : {لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}[التوبة:66] ، فبين أنهم كفار بالقول ، مع أنهم لم يعتقدوا صحته”[6]،
والآن أوان الشروع في المقصود ، فأقول وبالله التوفيق :
أَوَّلًا : الْعِبَادَاتُ الْقَوْلِيَّةٌ :
[1] عِبَادَةُ الدُّعَاءِ .
من أنواع العبادات القولية : عبادة الدعاء ، وهو من أجل العبادات ،
تَعْرِيْفُ الدُّعَاءِ ؛ لُغَةً ، وَاصْطِلَاحًا :
الدُّعَاءُ لُغَةً : مصدر من “دعا الرجلَ دعوًا ، ودعاءً : ناداه ، والاسم : الدعوة ، ودعوت فلانًا : أي صِحت به ، واستدعيته”[7]،
وَاِصْطِلَاحًا : نداء العبد ربه -على وجه التذلل ، والافتقار ، والخضوع- بطلب ما ينفعه ، أو كشف ما يضرُّه ، أو دفعه[8].
وَمِنْ أَقْسَامِ الدُّعَاءِ :
دعاء الاستعانة ،
ودعاء الاستغاثة ،
ودعاء الاستعاذة ،
فـ:
دُعَاءُ الْاِسْتِعَانَةِ : هو دعاء الله بتفريج الكُرَبِ ، أو بتحصيل المنافع ؛ كالاستعـــانة بالله ؛ طلبًا لمنع شرور الأعداء ، ورغبة في راحة البال ، والسعة في الأرزاق .
وَدُعَاءُ الْاِسْتِغَاثَةِ : هو دعاء الله بتفريج الكُرَب ، والشدائد ؛ كالاستغاثة بالله ؛ طلبًا لنزول الأمطار ، ودفع الجوع المهلك ، وسائر الأمراض .
وَدُعَاءُ الْاِسْتِعَاذَةِ : هو دعاء الله بالحماية من شر كل ذي شر ؛ كالاستعاذة بالله ؛ طلبًا للحماية من رجس الشيطان الرجيم ، وأعوانه الفاجرين .
فالدعاء يعم كل هذه الأقسام ، والاستعانة أعم من الاستغاثة ، والاستعاذة ، فـ:
تكون الاستغاثة لطلب الإعانة ، والإغاثة لتفريج الكروب ، ونحوها .
والاستعاذة لطلب الإعانة ، والحماية من الشرور ، وأهلها ،
وقد دل على الدعاء ، وأقسامة نصوص ، وآثار ،
فمن أدلة الدعاء -على وجه العموم-:
قَوْلُهُ تَعَالَى : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[الأعراف: 55-56] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[البقرة:186] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر:60] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[غافر:14] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[غافر:65] ،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “يَقُوْلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي”[9].
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ” ، وَقَرَأَ : {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]-إِلَى قَوْلِهِ- {دَاخِرِينَ}[غافر: 60][10]،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الدُّعَاءِ”[11]، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا”[12].
ومن أدلة الاستعانة :
قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: 128] ،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما-: “يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، …”[13]،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ ، وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ؛ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ …”[14].
ومن أدلة الاستغاثة :
قَوْلُهُ تَعَالَى : {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}[الأنفال:9] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾[النمل:62] ،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال- : “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ : “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ”[15]،
ومن أدلة الاستعاذة :
قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون}[المؤمنون:98-99] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[الفلق:1] ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:1] ،
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه-: “أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، {وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}”[16].
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في حديث عائشة رضي الله عنها ؛ أَنَّهُ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ : “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ ، وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ،…”[17]،
نكمل في الحلقة التالية إن شاء الله .
([1]) مجموع الفتاوى ؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية (14/120-121) .
([2]) رواه البخاري (52) ، ومسلم (4101) .
([3]) مجموع الفتاوى ؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية (18/272) .
([4]) رواه البخاري (4351) ، ومسلم (2416) .
([5]) الصارم المسلول ؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/513) .
([6]) الصارم المسلول ؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/369) .
([7]) لسان العرب (14/258) .
([8]) انظر : بدائع الفوائد ؛ لابن القيم (2/3) .
([9]) رواه مسلم (6927) .
([10]) رواه أبو داوود (1479) ، والترمذي (2969) ، وابن ماجه (3828) .
([11]) رواه الترمذي (3370) ، وابن ماجه (3829) .
([12]) رواه أبو داوود (1488) ، والترمذي (3556) ، وابن ماجه (3865) .
([13]) رواه الترمذي (2516) .
([14]) رواه مسلم (6868) .
([15]) رواه الترمذي (3524) .
([16]) رواه مسلم (1843) .
([17]) رواه ابن ماجه (3846) .