عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (91)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
لِمَاذَا يَتَهَاوَنُوْنَ عَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ فِيْ الْمَسْجِدِ ؟!
حَتَّى وَجَدْنَاهُ -جَارِيًا مُعْتَادًا- عِنْدَ بَعْضِ الْمَوْسُوْمِيْنَ بِالصَّلَاحِ !!!
فَإِلَى اللهِ الْمَفْزَعُ ، وَالْمُشْتَكَى !!
يَقُوْلُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : “وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا -أَيْ : صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ فِيْ الْمَسْجِدِ- إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ”[1].
فَحَذَارِ حَذَارِ يَا عَبْدَ اللهِ !!
تَرْكُ الصَّلَاةِ مَعَ جَمَاعَةِ الْمُصَلِّيْنَ فِيْ الْمَسْاجِدِ ، أَوِ التَّهَاوُنِ فِيْهَا عَلَامَةٌ عَلَى نِفَاقٍ خَفِيٍّ ، أَوْ جَلِيٍّ فِيْ نَفْسِكَ ، وهي مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الْغَائِرَةِ فِيْهَا ، فَبَادِرْ بِالتَّخَلُّصِ مِنْهَا سَرِيْعًا :
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عظيمَةٍ … وَإِلَّا فَإِنِّي لَا إِخَالُكُ نَاجِيًا .
وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .