عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (86)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
يَا أَهْلَ السُّنَّةِ ، وَالْأَثَرِ كُوْنُوْا عَلَى حَذَرٍ …
مِنْ أَهْلِ الْاِبْتِدَاعِ الْمُشْرِكِيْنَ ، الرَّافِضَةِ السَّبَئِيِّيْنَ ، وَالصُّوْفِيَّةِ الْغَالِيْنَ ، الْمُسْتَغِيْثِيْنَ بِالْأَنْبِيَاءِ ، وَسَائِلِي الْمَدَدِ مِنَ الصَّالِحِيْنَ ، وَالْأَوْلِيَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا مُكِّنُوْا فِيْ كَثِيْرٍ مِنَ الْبِلَادِ السُّنِّيَّةِ بِاسْمِ التَّعَايُشِ ، وَالوَطَنِيَّةِ اِنْطَلَقُوْا فِيْ عَرْضِ الْبِلَادِ ، وَطُوْلِهَا -بِحِيَلِهِمُ الْمَاكِرَةِ- سَعْيًا حَثِيْثًا سَافِرًا ؛ لِنَفْثِ ، وَنَشْرِ السُّمِّ الزُّعَافِ ، وَالدَّاءِ الْعُقَــامِ بَيــْنَ صُنُــوْفٍ مِنَ الْأَنَامِ ، لِيُفْسِدُوْا عَلَى النَّاسِ مَعَاشَهُمْ ، وَدَوَاءَهُمْ ، وَغِذَاءَهُمْ .
وَمِنْ أَخْبَثِ حِيَلِهِمُ الْمَاكِرَةِ -فِيْ هَذَا الشَّأْنِ- دُخُوْلُهُمْ فِيْ صِنَاعَةِ الْغِذَاءِ ، وَمُبَاشَرَتُهُمْ تَذْكِيَةَ الذَّبَائِحِ ؛ مِنَ الدَّوَاجِنِ ، وَبَهِيْمَةِ الْأَنْعَامِ .
وَقَدْ أَوْقَعُوْا -وَمَنْ أَذِنَ لَهُمْ بِمُزَاوَلَةِ هَذَا الْعَمَلِ- أَهْلَ السُّنَّةِ فِيْ أَشَدِّ الْحَرَجِ ؛ لأَنَّ ذَبَائِحَ الْمَذْكُوْرِيْنَ مِنْ أَهْلِ الْإِشْرَاكِ مُحَرَّمَةٌ ؛ لَا يَحِلُّ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ أَكْلُهَا أَلْبَتَّةَ ، بِلْ هِيَ جِيَفٌ خَبِيْثَةٌ ، مُنْتِنَةٌ ، تُرْمَى -رَخِيْصَةً- لِلكِلَابِ ، وَسَائِرِ السِّبَاعِ ، أَوْ فِيْ الْمَزْبَلَةِ ،
وَفِيْ فَتَاوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ بِرِئَاسَةِ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ اِبْنِ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ -وَقَدْ سَأَلَهُمْ سَائِلٌ عَنْ ذَبَائِحِ الْجَعْفَرِيَّةِ ؛ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ عَلِيًّا ، وَالْحَسَنَ ، وَالْحُسَيـْنَ ، وَسَـــادَتَهُمُ الرَّافِضَةَ ، مَا حُكْمُ أَكْلِهَا – ؟
فَكَان مِنْهُمُ الْجَوَابُ التَّالِي :
“إِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرَ السَّائِلُ ؛ مِنْ أَنَّ الْجَمَاعَةَ -الَّذِيْنَ لَدَيْهِ مِنَ الْجَعْفَرِيَّةِ- يَدْعُوْنَ عَلِيًّا ، وَالْحَسَنَ ، وَالْحُسَيْنَ ، وَسَادَتَهُمْ ؛ فَهُمْ مُشْرِكُوْنَ ، مَرْتَدُّوْنَ عَنِ الْإِسْلَامِ ، وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ، وَلَا يَحِلُّ الْأَكْلُ مِنْ ذَبَائِحِهْمْ ؛ لِأَنَّهَا مَيْتَةٌ ، وَلَوْ ذَكَرُوْا عَلَيْهَا اِسْمَ اللهِ”[1].
وَقَالَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ اِبْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ : “الَّذِيْنَ يَتَقَرَّبُوْنَ إِلَى أَصْحَابِ الْقُبُوْرِ بِالدُّعَاءِ ، أَوِ الْاِسْتِغَاثَةِ ، أَوِ الذَّبَائِحِ مُشْرِكُوْنَ لَا تُؤْكَلُ ذَبِيْحَتُهُمْ ؛ فَالْوَاجِبُ تَرْكُ ذَبِيْحَتِهِمْ ، وَالْإِنْكْارُ عَلَيْهِمْ ، وَدَعْوَتُهُمْ إِلَى اللهِ ، وَتَوْجِيْهُهُمْ إِلَى الْخَيْرِ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُوْنَ ، اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَرَّمَ ذَبِيْحَةَ الْكَافِرِ ، إِلَّا أَهْلَ الْكِتَابِ ؛ وَهُمْ الْيَهُوْدُ ، وَالنَّصَارَى ؛ إِذَا ذَبَحُوْهَا لَغَيْر آلِهَتِهِمْ ، إِذَا ذَبَحُوْهَا لِلَّحْمِ ، وَذَكَرُوْا اِسْمَ اللهِ عَلَيْهَا”[2].
فَيَا أَهْلَ السُّنَّةِ ، وَالْأَثَرِ ،
أَطِيْبُوْا مَطَاعِمَكُمْ ، وَتَحَرَّوْا -أَعْظَمَ التَّحَرِّي ، وَأَقْصَاهُ- مِمَّنْ تَشْتَرُوْنَ ، أَوْ تَسْتَوْرِدُوْنَ ؛ مِنْ لَحْمٍ ، أَوْ طَعَامٍ ، أَوْ دَوَاءٍ ، وَلَا تَتَسَاهَلُوْا فِيْ ذَلِكَ ؛ فَتَقَعُوْا فِيْ غَائِلَةِ التَّفْرِيْطِ ؛ فَتَنْبُتَ أَجْسَادُكُمْ ، وَأَجْسَادُ أَوْلَادِكُمْ ، وَأَهْلِيْكُمْ عَلَى السُّحْتِ ، فَتَهْلَكُوْا ، نَسْأَلُ اللهَ الْعَفْوَ ، وَالْعَافِيَةَ .
طَهَّرَ اللهُ بِلَادَنَا -وَبِلَادَ الْمُسْلِمِيْنَ- مِنْ رِجْسِ الْمُشْرِكِيْنَ ، وَنَتَنِ الْمُبْتَدِعِيْنَ ، وَأَعْوَانِهِمُ الضَّالِّيْنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ،
وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى الْآلِ ، وَالصَّحْبِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .