عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (88)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
مِنْ أَكْبَرِ الْجَرَائِمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ الْمُعَاصِرَةِ ،
هِيَ وَظِيْفَةُ إِبْلِيْسَ اللَّعِيْنِ الْمُفَضَّلَةِ ، يَقُوْمُ بِهَا رَهْنَ إِشَارَاتِهِ ، وَأَوَامِرِهِ أَتْبَاعُهُ مِنْ شَيَاطِيْنِ الْإِنْسِ ، وَالْجِنِّ[1] ،
فَكَمْ مِنْ بَيْتٍ آمِنٍ قَدْ أَفْسَدُوْهُ ،
وَكَمْ مِنْ زَوْجَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ فِيْ قَلْبِ زَوْجِهَا ، قَدْ أَخْرَجُوْهَا مِنْهُ ،
وَكَمْ مِنْ وَلَدٍ آمِنٍ فِيْ سِرْبِهِ ، بَيْنَ أَهْلِهِ ، وَإِخْوَانِهِ ، قَدْ بَغَّضُوْهُ تِجَاهَهُمْ ،
يَشْتَرِكُ فِيْ هَذِهِ الْجَرِيْمَةِ الشَّنْعَاءِ ، وَيَحْمِلُ كِبْرَهَا -مَعَ إِبْلِيْسَ ، وَأَعْوَانِهِ الْبُلَهَاءِ- الْقَوَانِيْنُ الْوَضْعِيَّةُ الْمُعِيْنَةُ عَلَى تَمَرُّدِ النِّسَاءِ ، وَالْأَوْلَادِ -ذُكُوْرًا كَانُوْا ، أَوْ إِنَاثًا- تَمَرُّدِهِمْ عَلَى دِيْنِهِمْ ، وَعَقِيْدَتِهِمْ ، وَآبَائِهِمْ ، وَحَيَائِهِمْ ، وَعَفَافِهِمْ ، مِنْ مِثْلِ : إِلْقَاءِ ، وَإِلْغَاءِ قَوَامَةِ الرَّجُلِ ، وَوِلَايَتِهِ عَلَى أَبْنَائِهِ ، وَبَنَاتِهِ ، وَنِسَائِهِ ، …
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا ، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ”[2].
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرُدَّ كَيْدَ الْأَشْرَارِ ، وَفُجُوَرَهُمْ ، وَأَنْ يُصَوِّبَ سِهَامَهُمْ فِيْ نُحُوْرِهِمْ ،
إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ ،
وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ، وَآلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ .