القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (89)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

فَتَاوَى ، وَوَصَايَا الْأَئِمَّةِ فِيْ النَّوَازِلِ ، وَالْفِتَنِ الْمُدْلَهِمَّةِ .

(-)

-“حُكْمُ الْاِحْتِفَالِ بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ ، وَأَشْبَاهِهِ ؛ كَيَوْمِ الْمُعَلِّمِ ، وَالْيَوْمِ الْوَطَنِي”-

قَالَ فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ صَالِحٌ الْفُوْزَانُ حَفِظَهُ اللهُ : “وَمِنَ الْأُمُوْرِ الَّتِي يَجْرِي تَقْلِيْدُ الْكُفَّاِر فِيْهَا : تَقْلِيْدُهُمْ فِيْ أُمُوْرِ الْعِبَادَاتِ ؛ كَتَقْلِيْدِهِمْ فِيْ الْأُمُوْرِ الشِّرْكِيَّةِ ؛ مِنَ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُوْرِ ، وَتَشْيِيْدِ الْمَشَاهِدِ عَلَيْهَا ، وَالْغُلُوِّ فِيْهَا …

وَمِنْ ذَلِكَ : تَقْلِيْدُهُمْ فِيْ الْأَعْيَادِ الشِّرْكِيَّةِ ، وَالْبِدْعِيَّةِ ؛ كَأَعْيَادِ الْمَوَالِدِ ؛ عِنْدَ مَوْلِدِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعْيَادِ مَوَالِدِ الرُّؤَسَاءِ ، وَالْمُلُوْكِ ، وَقَدْ تُسَمَّى هَذِهِ الْأَعْيَادُ الْبِدْعِيَّةُ ، أَوِ الشَّرْكِيَّةُ بِالْأَيَّامِ ، أَوِ الْأَسَابِيْعِ ؛ كَالْيَوْمِ الْوَطَنِيِّ لِلْبِلَادِ ، وَيَوْمِ الْأُمِّ ، وَأُسْبُوْعِ النَّظَافَةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْيَادِ الْيَوْمِيَّةِ ، وَالْأُسْبُوْعِيَّةِ ، وَكُلُّهَا وَافِدَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ مِنَ الْكُفَّارِ ؛ … {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21][1]” ،

فـَعَلَيْهِ أَقُوْلُ :

“لَا تُجُوْزُ إِقَامَةُ الْأَعْيَادِ الْبِدْعِيَّةِ ، وَلَا الْاِحْتِفَالُ بِهَا ، وَلَا مُشَارَكَةُ أَهْلِهَا ، وَتَهْنِئَتُهُمْ بِمُنَاسَبَتِهَا ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْإِثْمِ ، وَالْعُدْوَانِ ، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ أَنَّ مِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمْ : {لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}[الفرقان:72] ، أَيْ : لَا يَحْضُرُوْنَ أَعْيَادَ الْكُفَّارِ -كَمَا جَاءَ فِيْ تَفْسِيْرِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيْمَةِ- سَوَاءً سُمِّيَتْ أَعْيَادًا ، أَوْ أَيَّامًا ، أَوْ مُنَاسَبَاتٍ ؛ فَالْأَسْمَاءُ لَا تُغَيِّرُ الْحَقَائِقَ ، وَلَيْسَ لِلْمُسْلِمِيْنَ إِلَّا عِيْدَانِ كَرِيْـَمانِ : عِيْـُد الْفِـطْـرِ ، وَعِيْدُ الْأَضْحَى ، فَالْوَاجِبُ تَرْكُ هَذِهِ الْبِدَعِ ، وَالْأَعْيَادِ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمِنْهَا : الْيَوْمُ الْعَالَمِيُّ لِلْمُعَلِّمِ ،،،

 وَفَّقَ اللهُ الْجَمِيْعَ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِهِ ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَرْكِ الْبِدَعِ ، وَالْمُحْدَثَاتِ ،

وَبِاللهِ التَّوْفِيْقُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ”[2].



([1]) من خطبة للشيخ بعنوان : الحث على مخالفة الكفار .

([2]) فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء  (2/292) .

%d مدونون معجبون بهذه: