القائمة إغلاق

الدِّفَاعُ عَنْ عَقِيْدَةِ الْمُوَحِّدِيْنَ مِنْ إِغْوَاءِ الْمُضِلِّيْنَ ، وَدَعَاوَى الْمُشَبِّهِيْنَ” .

دِفَاعٌ سُنِّيٌّ ، وَرَدٌّ عِلْمِيٌّ عَلَى دَاعِيَةٍ مِنْ دُعَاةِ الْبِدَعِ فِيْ بِلَادِنَا -وَخَارِجِ بِلَادِنَا- الصَّوُفِيِّ الْأَشْعَرِيِّ : “عَبْدِ الْإِلَهِ الْعَرْفَجِ” ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ مَقْطَعٍ مَرْئِيٍّ مُنْتَشِرٍ لَهُ ، يُشَارِكُ فِيْهِ -عَنْ بُعْدٍ- طَائِفَتَهُ الْأَشْعَرِيَّةَ فِيْ مُؤْتَمَرٍ مَعْقُوْدٍ لَهُمْ فِيْ دَوْلَةِ “لِيْبِيَا” .

-الحلقة الرابعة-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

 مُقَدِّمَةٌ

هذه هي الحلقة الرابعة في الرد على داعية الأشاعرة “العرفج” ، وذلك في مغالطاته ، وافتراءاته التي نفثها في مقطعه الأخير [1] ، وسنخصص هذه الحلقة -إن شاء الله- في عقد الباب الثاني ، والذي وعدت بعرضه هنا ، وموضوعه :

ذكر عقيدة الأئمة الأربعة ، أصحاب المذاهب المتبوعة المشهورة -أبي حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس الأصبحي ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل الشيباني ، رحمهم الله أجمعين- في خصوص “الأسماء ، والصفات” ، لنبرئ ساحتهم مما افتراه عليهم “العرفج” بأنهم كانوا مؤولة للصفات ، أو مفوضة لها ، وسيكون منهجنا في عقد هذا الباب على النحو التالي :

     نذكر -أولاً- كلام من نقل إجماعات السلف على عقيدتهم في الأسماء والصفات ، والذين يدخل فيه كلام الأئمة الأربعة ضمناً ،

     ثم نذكر بعض أقوال المحققين المتأخرين ؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وابن القيم ، وغيرهما رحم الله الجميع ، في هذا الموضوع ،

     ثم نذكر أقوال الأئمة الأربعة الصريحة -أو بما يروى عنهم- المبينة أنههم كانوا الجادة السلفية في إثبات الصفات الإلهية ،

     وسيتخلل ذلك بعض التعليقات المهمة ، أو المحاورات الضرورية ،

والله المعين على ما نريد ، ومنه نستمد العون ، والتأييد ،

فنقول وبالله التوفيق :

 

الْبَابُ الثَّانِي :

“عَقِيْدَةُ أَئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ الْمَتْبُوْعِيْنَ فِيْ الصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَأَنَّ إِثْبَاتَهُمْ لَهَا كَانَ عَلَى الْجَادَّةِ السَّلَفِيَّةِ”.

لنبدأ :

 أَوَّلًا  :

نَقْلُ إِجْمَاعَاتِ السَّلَفِ عَلَى عَقِيْدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِيْ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، وَأَنَّ طَرِيْقَتَهُمْ فِيْ إِثْبَاتِهَا هُوَ : إِجْرَاؤُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا الْمَعْرُوْفِ فِيْ اللُّغَةِ ،

قَالَ الْإِمَامُ إِسْمَاعِيْلَ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:264ه)  : “عال على عرشه -في مجده- بذاته ، وهو دان بعلمه من خلقه ، أحاط علمه بالأمور ، وأنفذ في خلقه سابق المقدور ، وهو الجواد الغفور {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُوْرُ}[غافر:19] ، … ، وبعد ما ذكر جملة من اعتقاد أهل السنة ، قَالَ رَحِمَهُ اللهُ :

“هذه مقالات ، وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون ؛ من أئمة الهدى ، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون ؛ قدوة ، ورضى ، وجانبوا التكلف فيما كفوا ، فسددوا بعون الله ، ووفقوا ، لم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا ، ولم يجاوزوه تزيدًا فيعتدوا ، فنحن بالله واثقون ، وعليه متوكلون ، وإليه في اتباع آثارهم راغبون” [2] .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُوْ الْعَبَّاسِ ؛ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ اِبْنِ سُرِيْجٍ الْبَغْدَادِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:303ه)  : “حرام على العقول أن تمثل الله ، وعلى الأوهام أن تحده ، وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله ، وقد صح عن جميع أهل الديانة ، والسنة إلى زماننا : أن جميع الآي ، والأخبار الصادقة عن رسول الله يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منه ؛ كما ورد … [و] اعتقادنا فيه -أي : فيما وصف الله نفسه- وفي الآي المتشابه في القرآن أن نقبلها ، ولا نردها ، ولا نتأولها بتأويل المخالفين ، ولا نحملها على تشبيه المشبهين ، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية ، ونسلم الخبر الظاهر ، والآية الظاهر تنزيلها”[3] ،

وَقَالَ أَبُوْ أَحْمَدَ ؛ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْجِيُّ الْقَصَّابُ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:360)  : “لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ، أو وصفه به نبيه ، وكل صفة وصف بها نفسه ، أو وصفه بها نبيه فهي صفة حقيقية ، لا صفة مجاز لا صفة مجاز” ، قال الذهبي : “نعم ، ولو كانت صفة مجاز لتحتم تأويلها ، ولقيل : معنى البصر كذا ، ومعنى السمع كذا ، ولفُسّرت بغير السابق إلى الأفهام ، فلما كان مذهب السلف إقرارها بلا تأويل علم أنها غير محمولة على المجاز ، وإنما هي حق بين”[4] .

وَقَالَ أَبُوْ عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ الْأَنْدَلَسِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:429)  : “وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ}[الحديد:4] ، ونحو ذلك من القرآن : بأن ذلك علمه ، وأن الله فوق السماوات بذاته ، مستو على عرشه ، كيف شاء”[5] .

وَقَالَ -أَيْضًا- رَحِمَهُ اللهُ : “وقال أهل السنة في قوله : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اِسْتَوَى}[طه:5] أن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة ، لا على المجاز ، فقد قال قوم من المعتزلة ، والجهمية : «لا يجوز أن يسمى الله عزوجل بهذه الأسماء على الحقيقة ، ويسمى بها المخلوق» ، فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه ، وأثبتوها لخلقه ؛ فإذا سئلوا : ما حملهم على هذا الزيغ ؟ قالوا : «الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه» !!

قلنا : هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها ؛ لأن المعقول في اللغة أن الاشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية ، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها ، أو بـهـيـئات فيهـا ؛ كالبيـاض بالبيـاض ، والسـواد بالسـواد ، والطويل بالطويل ، والقصير بالقصير ، ولو كانت الأسماء توجب اشتباها لاشتبهت الأشياء كلها ؛ لشمول اسم الشيء لها ، وعموم تسمية الأشياء به ، فنسألهم : أتقولون إن الله موجود ؟ فإن قالوا : «نعم» ، قيل لهم : يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبهًا للموجودين ، وإن قالوا : «موجود ، ولا يوجب وجوده الاشتباه بينه ، وبين الموجودات» ، قلنا : فكذلك ؛ هو : حي ، عالم ، قادر ، مريد ، سميع ، بصير ، متكلم ؛ يعني : ولا يلزم اشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات”[6].

وَقَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُوْ نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:444ه)  : “وقد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفاً ، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف ، فقول المتكلمين في نفي الصفات ، أو إثباتها بمجرد العقل ، أو حملها على تأويل مخالف للظاهر ضلال”[7] ،

وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُوْ عُثْمَانَ ؛ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:449ه)  : “أصحاب الحديث ، حفظ الله أحياءهم ، ورحم أمواتهم ، يشهدون لله تعالى بالوحدانية ، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة ، والنبوة ، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه ، وتنزيله ، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، على ما وردت الأخبار الصحاح به ، ونقلته العدول الثقات عنه ، ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم ، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ، فيقولون : إنه خلق آدم بيده ؛ كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل : {يَا إِبْلِيْسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:75] ، ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين ، أو القوتين ، تحريف المعتزلة الجهمية ، أهلكهم الله ، ولا يكيفونهما بكيف ، أو تشبيههما بأيدي المخلوقين ، تشبيه المشبهة ، خذلهم الله ، وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف ، والتكييــــف ، ومن عليهم بالتعريف ، والتفهيم ، حتى سلكوا سبل التوحيد ، والتنزيه ، وتركوا القول بالتعطيل ، والتشبيه ، واتبعوا قول الله عز وجل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ}[الشورى:11] ، وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن ، ووردت بها الأخبار الصحاح ؛ من السمع ، والبصر ، والعين ، والوجه ، والعلم ، والقوة ، والقدرة ، والعزة ، والعظمة ، والإرادة ، والمشيئة ، والقول ، والكلام ، والرضا ، والسخط ، والحياة ، واليقظة ، والفرح ، والضحك ، وغيرها ، من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى ، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، من غير زيادة عليه ، ولا إضافة إليه ، ولا تكييف له ، ولا تشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب ، وتضعه عليه بتأويل منكر ، ويجرونه على الظاهر ، ويكلون علمه إلى الله تعالى ، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله ، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى : {وَالرَّاسِخُوْنَ فِيْ الْعِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ ، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوْ الْأَلْبَابِ}[آل عمران:7]”[8] .

وَقَالَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (ت:463ه)  : “أهل السنة مجمعون على الإِقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن ، والسنة ، والإيمان بها ، وحملها على الحقيقة ، لا على المجاز ، إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك ، ولا يحدون فيه صفة محصورة ، وأما أهل البدع ، والجهمية ، والمعتزلة كلها ، والخوارج ، فكلهم ينكرها ، ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة ، ويزعمون أنّ من أقر بها مشبه ، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود ، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله ، وسنة رسوله ، وهم أئمة الجماعة ، والحمد لله”[9] ،

وَقَالَ -أَيْضًا- رَحِمَهُ اللهُ : “فعلى ذلك جماعة أهل السنة ، وهم أهل الحديث ، ورواته المتفقهون فيه ، وسائر نقلته كلهم ، يقولون ما قال الله تعالى في كتابه : { ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ}[سورة طه:5] ، وأن الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان ، وهو ظاهر القرآن”[10] ،

وَقَالَ الْإِمَامُ مُحْيِي السُّنَّةِ ؛ أَبُوْ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُوْدٍ الْبَغَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:516ه)  -بعد أن ساق في كتابه “شرح السنة” صفات الله : الأصابع ، والنفس ، والوجه ، واليدين ، والعين ، والرجل ، والإتيان ، والمجيء ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والاستواء على العرش ، والضحك ، والفرح ، وغيرها- قال :

“فهـذه ، ونـظائرهـا صفـات لله عـز وجـل ، ورد بـها السمـع ، يجـب الإيـمـان بها ، وإمرارهـا على ظاهرها ، معرضاً عن التأويل ، مجتنباً عن التشبيه ، معتقداً أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق ، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق ، قال الله سبحانه وتعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ}[الشورى:11] ، وعلى هذا مضى سلف الأمة ، وعلماء السنة ، تلقوها جميعاً بالقبول ، والتسليم ، وتجنبوا فيها عن التمثيل ، والتأويل ، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل ، كما أخبر الله سبحانه ، وتعالى عن الراسخين في العلم ، فقال عز وجل : {وَالرَّاسِخُوْنَ فِيْ الْعِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران:7] ….” [11] .

وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:728ه)  :  “فمذهب السلف رضوان الله عليهم إثبات الصفات ، وإجراؤها على ظاهرها ، ونفي الكيفية عنها ؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ، وإثبات الذات إثبات وجود ، لا إثبات كيفية ، فكذلك إثبات الصفات ، وعلى هذا مضى السلف كلهم”[12] .

وَقَالَ الْإِمَامُ اِبْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:751ه)  : “وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام ، وهم سادات المؤمنين ، وأكمل الأمة إيمانًا ، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء ، والصفات ، والأفعال ، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب ، والسنة كلمة واحدة ؛ مـن أولهم إلى آخرهم ، لم يسوموها تأويلًا ، ولم يحرفوها عن مـواضعــها تبديــلًا ، ولم يبدوا لشيء منها إبطالًا ، ولا ضربوا لـها أمثـالًا ، ولم يـدفعوا فـي صــدورها ، وأعجازها ، ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها ، وحملها على مجازها ، بل تلقوها بالقبول ، والتسليم ، وقابلوها بالإيمان ، والتعظيم ، وجعلوا الأمر فيها كلها أمرًا واحدًا ، وأجروها على سَنن واحد ، ولم يفعلوا كما فعل أهل الأهواء ، والبدع ؛ حيث جعلوها عِضين ، وأقروا ببعضها ، وأنكروا بعضها من غير فرقان مبين ، مع أن اللازم لهم فيما أنكروه كاللازم فيما أقروا به وأثبتوه”[13] ،

وَقَالَ فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:1421ه)  : “إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل ؛ فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة ، وهم الصحابة ؛ الذين هم خير القرون ، والتابعون لهم بإحسان ، وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ؛ من الأسماء ، والصفات ، وإجراء النـصـوص عـلـى ظـاهـرهـا اللائـق بـالله تعـالى ؛ مـن غـير تحريـف ، ولا تعطـيل ، ولا تكيـيف ، ولا تمثيل ، وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإجماعهم حجة ملزمة ، لأنه مقتضى الكتاب ، والسنة”[14] .

 ثانيًا  :

نَقْلُ كَلَام الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ فِيْ عَقِيْدَتِهِمْ فِيْ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، وَأَنَّ طَرِيْقَتَهُمْ فِيْ إِثْبَاتِهَا هُوَ : إِجْرَاؤُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا الْمَعْرُوْفِ فِيْ اللُّغَةِ ،

كما هو مقرر ، ومعروف أن “الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ، ويقولون : إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ويقولون : إن الله يرى في الآخرة ، هذا مذهب الصحابة ، والتابعين لهم بإحسان ؛ من أهل البيت ، وغيرهم ، وهذا مذهب الأئمة المتبوعين ؛ مثل : مالك بن أنس ، والثوري ، والليث بن سعد ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق …” [15] ، وسنعرض -هنا- أمثلة لأقوال الأئمة الأربعة ، وأصرحها في هذا الباب ، فـ:

أما الْإِمَامُ أَبُوْ حَنِيْفَةَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:150ه)  ، فمن أشهر أقواله :

قَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “وله يد ، ووجه ، ونفس ؛ كما ذكره الله تعالى في القرآن ، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه ، واليد ، والنفس فهو له صفات بلا كيف ، ولا يقال : إن يده قدرته ، أو نعمته ؛ لأن فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر ، والاعتزال ، ولكن يده صفته ، بلا كيف ، وغضبه ، ورضاه صفتان من صفاته تعالى ، بلا كيف”[16] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ، وغضبه ، ورضاه : صفتان من صفاته ، بلا كيف ، وهو قول أهل السنة ، والجماعة ، وهو يغضب ، ويرضى ، ولا يقال : غضبه : عقوبته ، ورضاه : ثوابه ، ونصفه كما وصف نفسه ؛ أحد ، صمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، حي ، قادر ، سميع ، بصير ، عالم ، يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه”[17] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “مَن قال : لا أعرف ربي ؛ في السماء ، أم في الأرض ، فقد كفر ، وكذا مَن قال : إنه على العرش ، ولا أدري العرش ؛ أفي السماء ، أم في الأرض”[18] ،

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “والقرآن غير مخلوق”[19] .  

وأما الْإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:179ه)  ، فمن أشهر أقواله :

قَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ –وقد سأله  رجل ، فقال : يا أبا عبد الله ، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه:5] كيف استوى ؟- قال : “الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة ، وأمر به فأخرج” [20] .

وَفِيْ لَفْظٍ لَهُ رَحِمَهُ اللهُ ، قَالَ : “استواؤه معقول ، وكيفيته مجهولة ، وسؤالك عن هذا بدعة ، وأراك رجل سوء”[21] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه شيء ، وتلا هذه الآية : {مَا يَكُوْنُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}[المجادلة:7]”[22] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ: -وقد سأله نافع ، وأشهب ، وأحدهما يزيد على الآخر : يا أبا عبد الله : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[سورة القيامة:الآيتان:22 ،23] ، ينظرون إلى الله ؟- قال : “نعم ، بأعينهم هاتين” ؛ قال له نافع -أو : أشهب- : فإن قوماً يقولون : لا يُنـظـر إلى الله ، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى : منتظرة الثواب ، قال : “كذبوا ، بل ينظر إلى الله ، أما سمعت قول موسى عليه السلام : {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف : 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً ؟ فقال الله : {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف:143] ؛ أي : في الدنيا ؛ لأنها دار فناء ، ولا ينظر ما بقي بما يفنى ، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما بقي إلى ما بقي ، وقال الله : {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}[سورة المطففين: الآية 15]”[23] .

وأما الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:204ه)  ، فمن أشهر أقواله :

قَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت أصحابنا عليها ؛ أهل الحديث الذين رأيتهم ، وأخذت عنهم ؛ مثل : سفيان ، ومالك ، وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن اللهَ تعالى على عرشه ، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء ، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ؛ كيف شاء” [24] ،

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ -حاكماً للمسلم المعترف بأن الله في السماء بأنه من أهل الإيمان- قال :”والله تعالى أعلم على أن لا يجزئ رقبة في الكفارة إلا مؤمنة … ، وإنما رد الله عز ذكره أموال المسلمين على المسلمين لا على المشركين ؛ فمن أعتق في ظهار غير مؤمنة فلا يجزئه ، وعليه أن يعود فيعتق مؤمنة ، قال : وأحب إلي أن لا يعتق إلا بالغة مؤمنة ؛ فإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته ، أخبرنا مالك ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، عن عمر بن الحكم ، أنه قال : «أَتَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّ جَارِيَةً لِي كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِي ، فَجِئْتهَا وَفَقَدَتْ شَاةً مِنْ الْغَنَمِ ، فَسَأَلْتهَا عَنْهَا ، فَقَالَتْ أَكَلَهَا الذِّئْبُ ، فَأَسِفْت عَلَيْهَا ، وَكُنْت مِنْ بَنِي آدَمَ ، فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا ، وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ أَفَأَعْتِقُهَا ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْنَ اللَّهُ ؟ فَقَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنَا ؟ فَقَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَعْتِقْهَا»[25] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ -في قول الله عزَّ وجلَّ : {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}[المطففين:15]- أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين ، ينظرون إليه ، لا يضامون في رؤيته ، وهو المؤمنون”[26] .

وَفِيْ لَفْظٍ لَهُ رَحِمَهُ اللهُ -في تفسير الآية السابقة- قَالَ : “فلما حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا ، قال الربيع : قلت يا أبا عبد الله : وبه تقول ؟ قال : نعم ، به أدين اللهَ”[27] .

وأما الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ  ت:(241ه)  ، فمن أشهر أقواله :

قَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ -وقد سأله ابنه عبد الله عن قوم يقولون : لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت ؟- فقال : بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت”[28] ،

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ -وقيل له : واللَّه تعالى فوق السماء السابعة ، على عرشه ، بائن من خلقه ، وقدرته ، وعلمه بكل مكان ؟- قال : نعم ، على عرشه ، لا يخلو شيء من علمه”[29] ،

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : -وقد سئل : ما تقول فيمن يقول : إن اللَّه ليس على العرش ؟- قال : كلامهم كله يدور على الكفر”[30] .

وَقَوْلُهُ رَحِمَهُ اللهُ : “من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله : ﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾[ص:75] مشددة”[31] .

التعليق :

قد اخترت هذه النقول ، وانتقيتها لما فيها من التصريح الواضح لعقيدة من نقلنا عنهم في بعض المسائل ، وإلا فعقيدتهم في كل مسائل الاعتقاد هي عقيدة السلف المأثورة ، فلتراجع الكتب التي سطرت عقائدهم في مظانها ، ثم إني أقول -بعد إيرادي هذه النقول العديدة- إنه :

يتبين للقارئ -بما لا يشك فيه- أن السلف كانوا مجمعين على إجراء معاني صفات الله على ظاهرها ، وأن تأويلها ، أو تفويض معانيها ليست بطريقتهم الأثرية ، بل هي طريقة محدثة ، مبتدعة ، مأخوذة من الجهمية ، والمعتزلة ، والذي أخذها عنهم أتباعهم الأشاعرة ، والماتريدية ، ويتبين له -أيضًا- أن داعية الأشاعرة “العرفج” قد أخطأ على السلف ، حين :

قَالَ : “كان المسلمون في العصر الأول على عقيدة واحدة ، ثم ظهـرت فـرق عقـديـة ، وفـرق ضالة ، فتصدى لهم علماء السلف ، بالرد ، والبيان ؛ فنتج عن ذلك بروز علماء أجلاء انطوى جمهور أهل السنة والجماعة تحت لوائهم ، ومن كان من أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل ، وإليه ينسب متقدموا الحنابلة -[يقصد بهم المفوضة ، استمع إلى النقل الذي نقله عن الخلال ، وعن ابن قدامة المقدسي رحمهما الله]- والإمام أبو الحسن الأشعري ، وإليه ينسب الأشاعرة ، من فقهاء المالكية ، والشافعية ، والإمام أبو منصور الماتريدي ، وإليه ينسب الماتريدية ، من فقهاء الحنفية ، وبقية العلماء المذاهب الفقهية مترنحة ما بين : اعتزال ، وتجسيم” .

وَحِيْنَ قَالَ : “أما الحنابلة ؛ فإن المتقدمين منهم -[ويقصد بهم : المفوضة ؛ كما بينا في الفقرة السابقة]- قبل الإمام ابن تيمية كانوا أهل أثر ، فاختلفوا مع الأشاعرة في طريقة تقرير مسائل العقيدة ، واتفقوا معهم في نتائحها -[ويقصد بـ:”النتائح” هنا : التنزيه الذي يدعيه أهل التأويل ، وأهل التفويض ، والخلاف المشار إليه بينهما ؛ أن الأولين : صرفوا نصوص الصفات إلى معاني اخترعوها ، والآخرين : سكتوا عن ذكر معانيها الظاهرة ، وفوضوها]- … ، أما بعد ابن تيمية فقد اتسعت دائرة الخلاف بين الأشاعرة ، والحنابلة السائرين على منهجه ، وسنسميهم : “السلفية” ، ثم تسلسل جمهور فقهاء المذاهب الأربعة في اتباع طريقة الأشاعرة ، أو موافقتهم في الجملة …” .

وَحِيْنَ قَالَ : “ولذلك فإن المذاهب الفقهية الأربعة ترتبط ارتباطاً وثيقًا بالعقيدة الأشعرية ، أو موافقتها في الجملة ، بل بلغ الأمر ببعض السلفيين إلى نسبة أئمة المذاهب الفقهية إلى عقيدتهم ، لقد كان جمهور فقهاء المذاهب الأربعة معتقدين عقيدة الأشعري ، أو موافقين لها في الجملة ، وقد ضربنا مثالاً على ذلك بمسألة الصفات ، إلى أن أظهر الإمام ابن تيمية مخالفته للإشاعرة” .

وَأَنْتَ أَيُّهَا القَارِئُ :

إذا نظرت إلى أقوال داعية الأشاعرة “العرفج” هذه ؛ وقارنتها بما نقلنا من كلام أهل العلم في إجماعهم على إجراء نصوص الصفات على ظاهرها المعلوم فإنك -ولا بد- ستدرك أنه بأقواله الآثمة -تلك- قد :

     افترى على شيخ الإسلام رحمه الله حين اتهمه ، والمتمسكين بمنهج السلف من المتأخرين ؛ القائلين بما يقوله السلف في صفات الله تعالى ، وإجرائها على ظاهرها بأنهم من الفرق المبتدعة ، المشبهة ،

     وناقض الحقيقة ، وزيفها حين قال : إن القول بظاهر النصوص هو اختراع من شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولم يكن عليه المتقدمون من العلماء ،

     وافترى بها على العلماء السابقين لعصر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى جميعاً ، متهماً إياهم بأنهم كانوا مؤولة للصفات ، أو مفوضة لها ، والحقيقة الناصعة التي أخفاها ، بخلاف ذلك تمامًا ،

     فإنه بلازم كلامه السابق -مع الحقيقة التي غيبها- يتهم من أكثرنا النقل عنهم بأنهم من المشبهة ، فعلى هذا يكون :

الْإِمَامُ الرَّبِيْعِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:139ه)  ،

وَالْإِمَامُ أَبُوْ حَنِيْفَةَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:150)  ،

والْإِمَامُ الْأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:157ه)  ،

وَالْإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:179ه)  ،

والْإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:181ه)  ،

والْإِمَامُ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:187ه)  ،

وَالْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:204ه)  ،

والْإِمَامُ أَبُوْ عُبَيْدَةَ ، مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى رَحِمَهُ اللهُ  (ت:209ه)  ،

وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:241ه)  ،

وَالْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:256ه)  ،

والْإِمَامُ إِسْمَاعِيْلَ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:264ه)  ،

والْإِمَامُ اِبْنُ قُتَيْبَةَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:276ه)  ،

والْإِمَامُ الدَّارِمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:280ه)  ،

والْإِمَامُ أَبُوْ الْعَبَّاسِ ؛ ثَعْلَبٍ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:291ه)  ،

والْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ اِبْنِ سُرِيْجٍ الْبَغْدَادِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:303ه)  ،

والْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:310ه) ،

والْإِمَامُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:311ه ) ،

والْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْجِيُّ الْقَصَّابُ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:360)  ،

والْإِمَامُ اِبْنُ بَطَّةَ العكبري رَحِمَهُ اللهُ  (ت:387ه)  ،

والْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُوْ عَبْدِ اللهِ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَه  (ت:395ه ) ،

والْإِمَامُ أَبُوْ عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ الْأَنْدَلَسِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:429)  ،

وَالْإِمَامُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيْدٍ السِّجْزِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:444ه)  ،

وَالْإِمَامُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُوْنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:449)  ،

والْإِمَامُ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى  (ت:463ه)  ،

والْإِمَامُ الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُوْدٍ الْبَغَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:516)  ،

والْإِمَامُ قَوَّامُ السُّنَّةِ رَحِمَهُ اللهُ  (ت:535ه)  ،

كل هؤلاء عند داعية الأشاعرة “العرفج” من المشبهة ؛ لأنهم -رحمهم الله- أجروا نصوص الصفات على ظاهرها ، سبحانك ربي ، ما أعظم هذا البهتان !!

بل عنده السلف -جميعًا- من المشبهة ؛ لأنهم أجمعوا على إجراء الصفات على ظاهرها ؛ وقد نقلنا الإجماع عنهم قريباً .

وَسَيَأْتِي مَزِيْدُ رَدٍّ عَلَى هَذَا الْاِفْتِرَاءِ فِيْ الْحَلَقَاتِ التَّالِيَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ …

 

 



 [1]  والرابط قد أرفقناه في الحلقة الأولى ، فمن أراده فليرجع إليه هناك .

 [2]  شرح السنة للمزني ، ص :  (75-89)  .

 [3]  العلو ؛ للذهبي ، ص :  (208)  .

 [4]  تذكرة الحفاظ ؛ للذهبي  (3/101 ) .

 [5]  العلو ؛ للذهبي ، ص :  (264)  .

 [6]  العلو ؛ للذهبي ، ص :  (264)  .

 [7]  رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت ، ص :  (121)  .

 [8]  عقيدة السلف ؛ أصحاب الحديث ، (ص :  2-3)  .

 [9]  التمهيد  (7/145)  .

 [10]  الاستذكار  (7/337)  .

 [11]  شرح السنة  (1/170)  .

 [12]  مجموع الفتاوى ( 4/6)  .

 [13]  إعلام الموقعين  (1/39)  .

 [14]  القواعد المثلى ، ص :  (79-80 ) .

 [15]  منهاج السنة النبوية  [(2/54) ] ، لكن أخذ على أبي حنيفة -رحمه الله ، وغفر له- أن الطاعات لا تسمى إيماناً ، وإنما الإيمان : التصديق ، والإقرار ، وهذا هو إرجاء الفقهاء ، وهو محجوج بالكتاب ، والسنة ، وإجماع السلف ، [انظر : التمهيد ؛ لابن عبد البر [(9/238) ] . 

 [16]  الفقه الأبسط ، ص:  (49)  .

 [17]  الفقه الأبسط ، ص:  (56)  .

 [18]  الفقه الأكبر ، ص:  (302)  .

 [19]  الفقه الأكبر ، ص:  (301)  .

 [20]  عقيدة السلف ؛ أصحاب الحديث ، ص :  (17-18)  ، والتمهيد ؛ لابن عبد البر  (7/151)  .

 [21]  التمهيد ؛ لابن عبد البر  (7/138)

 [22]  السنة لعبد الله بن أحمد  (11)  .

 [23]  ترتيب المدارك ؛ للقاضي عياض  (2/42 ) .

 [24]  العلو ؛ للذهبي ، ص :  (120)  .

 [25]  الأم  (5/289)  .

 [26]  الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ؛ لابن عبد البر ، ص :  (79)  .

 [27]  شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ؛ للالكائي  (883)  .

 [28]  السنة ؛ لعبد الله بن الإمام أحمد  (518)  .

 [29]  شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ؛ للالكائي  (674)  .

 [30]  اجتماع الجيوش الإسلامية ؛ لابن القيم ، ص :  (92)   .

 [31]  مسائل الميميوني  (27)  .

%d مدونون معجبون بهذه: