عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (90)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
كَثُرَ الْخَبَثُ ، وَالشَّرُّ قَدِ اِقْتَرَبَ .
وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ قُرْبِهِ ، ثُمَّ حُلُوْلِهِ -إِنْ أَذِنَ اللهُ بِهِ- هُوَ جَرِيْمَةُ السُّكُوْتِ عَنْ إِنْكَارِ الْمُنْكَرَاتِ ،
وَهَذِهِ الْـمُنْكَرَاتُ ؛ فَاعِلُهَا ، وَالسَّاكِتُ عَنْ إِنْكَارِهَا مُشْتَرِكَانِ فِيْ الْإِثْمِ ، وَهُمَا السَّبَبُ الْجَالِبُ لِسَخَطِ اللهِ ، وَعَذَابِهِ ، نَسْأَلُ اللهَ الْعَفْوَ ، وَالْعَافِيَةَ ،
يَقُوْلُ سُبْحَانَهُ– فِيْ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ ، وَأَمْثَالِهِمَا- : {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[المائدة:62-63] ،
فَيَا أَهْلَ الْعِلْمِ –وَأَخُصُّ كُبَرَاءَهُمْ- : الْبِدَارَ الْبِدَارَ !!!
تُوْبُوْا إِلَى رَبِّكُمْ ، وَاسْتَغْفِرُوْهُ ،
وَاصْدَعُوْا بِالْحَقِّ ، وَأَظْهِرُوْهُ ،
اِرْفَعُوْا أَصْوَاتَكُمْ -بِالْمَعْرُوْفِ- فِيْ إِنْكَارِ الْـمُنْكَرَاتِ الْفَاشِيَةِ ، وَالْمُبْتَدَعَاتِ الذَّائِعَةِ ، وَلَا تَتَأَخَّرُوْا ؛ فَالْخَرْقُ قَدِ اِتَّسَعَ ، وَالْبَاطِلُ قَدْ اِسْتَعْلَى ، وَالرُّوَيْبِضَةُ قَدْ نَطَقَ ،
ثُمَّ اِصْبِرُوْا -فـِيْ جِهَادِكُمْ هَذَا- عَلَى مَا قَدْ يُصِيْبُكْمْ مِنْ أَذًى ، كَمَا صَبَرَ أَسْلَافَكُمْ ؛
وَثِقُوْا بِاللهِ رَبِّكُمْ ، فَإِنَّ اللهَ نَاصِرُكُمْ ، وَمُؤَيِّدُكُمْ ، فَنِعْمَ الْمَوْلَى هُوَ رَبِّي ، وَنِعْمَ النَّصِيْرُ ،
وَأَيْقِنُوْا -يَقِيْنًا جَازِمًا- بِأَنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِيْنَ ، وَإِنْ طَالَ لَيْلُ الظَّالِمِيْنَ .
وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .