القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (94)

          نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“تُوْشِكُ الْقُرَى أَنْ تَخْرَبَ وَهِيَ عَامِرَةٌ !!!”

قِيْلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : وَكَيْفَ تَخْرَبُ الْقُرَى وَهِيَ عَامِرَةٌ ؟

قَالَ :

إِذَا عَلَا فُجَّارُهَا أَبْرَارَهَا ، وَسَادَ الْقَبِيْلَةَ مُنَافِقُوْهَا[1].

وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ مِنْ كَلِامِ اللهِ :

قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:16]. 

فَإِنَّ مَا نَرَاهُ -الْيَوْمَ- مِنْ كَثْرَةِ الْمُنْكَرَاتِ الْوَاقِعَةِ فِيْ عَالَمِ النَّاسِ ، وَاِسْتِمْرَاءِ كَثِيْرٍ مِنَهُمْ لَهَا فَلَعَلَّهُ -وَاللهُ أَعْلَمُ- إِرْهَاصَاتٌ لِعَذَابٍ عَمِيْمٍ ، أَلِيْمٍ ، مُفْجِعٍ ، فَـ”الظُّلْمُ ، وَالْفُجُوْرُ ، وَالْفِسْقُ ، وَكَثْرَةُ الْفَوَاحِشِ ، وَغَلَبَةُ الْمُنْكَرَاتِ مُنْذِرُ بِسَيْلِ عَذَابٍ قَدِ اِنْعَقَدَ غَمَامُهُ ، وَلَيْلِ بَلَاءٍ قَدِ اِدْلَهَمَّ ظَلَامُهُ”[2]،

نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ ،

فَإِذَا وَقَعَ الْعَذَابُ ، وَخَرِبَتِ الدِّيَارُ ، وَاسْتَوْلَى الْأَعْدَاءُ فَلَا يَلُوْمَنَّ أَحَدٌ إِلَّا نَفْسَهُ ، خَاصَّةً فِيْ ظِلِّ اِنْعِقَادِ الْأَلْسُنِ عَنْ قَوْلِ كَلِمَةِ الْحَقِّ مِمَّنْ وَلَّاهُمُ اللهُ أَمْرَ الْبَيَانِ ، وَإِقَامَةَ الْحُجَّةِ عَلَى الْأَنَامِ ، أَسْأَلُ اللهُ لَهُمُ الْهِدَايَةَ ، وَالصَّلَاحَ .

اللَّهُمَّ إِنَّا نَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا يَفْعَلُهُ سُفَهَاءُ قَوْمِنَا مِنْ مَعَاصٍ ، وَمُنْكَرَاتٍ ، وَمِنْ سُكُوْتِ الْقَادِرِيْنَ عَنْ الْبَيَانِ ، أَوِ الْإِنْكَارِ ،

اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِلَادَنَا مِنْ رِجْسِ الظَّالِمِيْنَ الْمُفْسِدِيْنَ ، وَالْمُبْتَغِيْنَ فِيْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ سَنَنَ الْمُبْتَدِعِيْنَ ، وَالْمُشْرِكِيْنَ ،

اللَّهُمَّ آمِيْن .

وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى الْآلِ ، وَالصَّحْبِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .

 



[1] انظر : الجواب الشافي ؛ لابن القيم ، ص : (49) .

[2] انظر : الفوائد ؛ لابن القيم ، ص : (49) .

%d مدونون معجبون بهذه: