عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .
تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …
الحلقة (95)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
(1)
“دَارُ النُّصْرَةِ ، وَالْقِبْلَةِ ؛ حَبِيْبَةُ الْـمُسْلِمِيْنَ ، عَدُوَّةُ الْكَافِرِيْنَ ، الدَّارُ الْأُوْلَى لِظُهُوْرِ الْإِسْلَامِ ، وَالْـخَطُّ الْأَخِيْرُ فِي غُرَّةِ الْوُجُوْدِ الْإِسْلَامِيِّ ، لَـهَا خَصَائِصُ فِيْ الْإِسْلَامِ مَكْفُوْلَةٌ ، وَضَمَانَاتٌ لَهَا حَافِظَةٌ ، وَلَقَدْ صَارَتْ -هَذِهِ الْخَصَائِصُ ، وَكَذَلِكَ ضَمَانَاتُهَا- عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ مُغَيَّبَةٌ ، مَهْجُوْرَةٌ ، …
وَإِنَّكَ إِذَا أَدَرْتَ النَّظَرَ فِيْ سَبَبِ هَجْرِهَا -عِنْدَ الْأَكْثَرِيْنَ- :
رَأَيْتَهُ أَثَرًا مِنْ آثَارِ مَوْجَةِ الْفُتُوْرِ الَّتِي تَمُرُّ بِالْمُسْلِمِيْنَ ؛ مِنْ ضَعْفِ الْحِسِّ ، وَالْغَفْلَةِ عَنْ تَنْشِيْطِهِ ؛ صُعُدًا إِلَى التَّرَقِّي فِيْ مَدَارِجِ الْإِسْلَامِ ، وَالْإِبْقَاءِ عَلَى اِمْتِيَازَاتِ دَارِهِ ، وَكَيَانِ أَهْلِهِ ؛ عَبْرَ جُسُوْرٍ شَرْعِيَّةٍ مِنَ الْكِتَابِ ، وَالسُّنَّةِ ،
وَرَأَيْتَهُ اِمْتِدَادًا لِحَبْلِ التَّرَاخِي مِنْ عَرَبِ هَذِهِ الْجَزِيْرَةِ ، عَنْ وُجُوْدِهِمْ الْقِيَادِيِّ فِيْ الْعَالَمِ ؛ إِذْ غَرِقُوْا فِيْ التَّرَفِ ، وَالْمَلَذَّاتِ ، وَالْتِهَامِ الْأَمْوَالِ ، وَالتَّقَلُّبِ فِيْ عِدَّةِ أَوْجَاعٍ ؛ لَا تَدْرِي مَكَانَ الْوَجَعِ مِنْهَا !
وَجِمَاعُ التَّرَاخِي ، وَالْفُتُوْرِ : ضَعْفُ الْإِيْمَانِ فِيْ النُّفُوْسِ ، وَسَكْرَةُ الرُّكُوْنِ إِلَى الْحَيَاةِ ، وَشَهَوُاتِهَا ، فَآلَتْ السَّابِلَةُ إِلَى مَا تَرَى ….”[1].
وَسَتَتْبَعُ هَذِهِ الْحَلْقَةَ حَلَقَاتٌ نُبَيِّنُ فِيْهَا بَعْضَ خَصَائِصِ جَزِيْرَةِ الْعَرَبِ ، وَالضَّمَانَاتِ الْحَافِظَةِ لَهَا ، وَأَشْيَاءَ أُخْرَى مُلْحَقَةً بِهَا ، فَانْتَظِرُوْهَا فِيْ الْأَسَابِيْعِ الْقَادِمَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .