القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا ، وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (100)

           نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

تَبْدِيْلُ الشَّرِيْعَةِ فِي الْبِلَادِ الْإِسْلَامِيَّةِ .

(1)

تَبْدِيْلُ الشَّرِيْعَةِ ، وَتَنْحِيَتُهَا مِنْ أَنْ تَكُوْنَ الْحَاكِمَةَ فِيْ قَضَايَا النَّاسِ -فِيْ كُلِّ أُمُوْرِهِمْ- هُوَ مَطْمَحُ ، وَمُبْتَغَى أَعْدِاءِ الشَّرِيْعَةِ الْآنَ ، وَوَظِيْفَةُ أَتْبَاعِهِمْ مِنَ الزَّنَادِقَةِ اللِّيِبْرَالِيِّيْنَ ، وَالْـمَلَاحِدَةِ الْغَاوِيْنَ ، وَالْمُنَافِقِيْنَ الْمُتَرَبِّصِيْنَ ،

لَنْ يَقَرَّ قَرَارُهُمْ حَتَّى لَا يُحْكَمَ بِكِتَابٍ ، وَلَا سُنَّةٍ ، إِنَّمَا بِالْأَنْظِمَةِ ، وَالقَوَانِيْنِ الوَضْعِيَّةِ ، “الَّتِيْ هِيَ مَحْضُ زُبَالَةِ الْأَذْهَانِ ، وَصِرْفُ نُحَاتَةِ الْأَفْكَارِ”[1]، يُرِيْدُوْنَهُا دِيْنًا مُخـْتَرَعًا ، وَمَذْهَبًا جَدِيْدًا ؛ يَتَحَاكَمُ إِلَيْهِا الْعِبَادُ فِيْ جَمِيْعِ الْبُلْدَانِ ، فَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَىَ !!

وَقَدْ رَبَّى لَنَا الْمُسْتَعْمِرُوْنَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ طَبَقَاتٍ أَرْضَعُوْهُمْ لِبَانَ هَذِهِ الْقَوَانِيْنِ ، … ، فَصَارَ لِلْمُسْلِمِيْنَ مِنْ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ مَا لَمْ يُبْتَلَ بِهِ الْإِسْلَامُ فِيْ أَيِّ دَوْرٍ مِنْ أَدْوَارِ الْجَهْلِ بِالدِّيْنِ فِيْ بَعْضِ الْعُصُوْرِ”[2]،

وَهَؤُلَاءِ هُمْ “طَوَاغِيتُ الْعَالَمِ ؛ إذَا تَأَمَّلْتَهَا ، وَتَأَمَّلْتَ أَحْوَالَ النَّاسِ مَعَهَا رَأَيْتَ أَكْثَرَهُمْ عَدَلُوا مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ إلَى عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ ، وَعَنْ التَّحَاكُمِ إلَى اللَّهِ ، وَإِلَى الرَّسُولِ إلَى التَّحَاكُمِ إلَى الطَّاغُوتِ ، وَعَنْ طَاعَتِهِ ، وَمُتَابَعَةِ رَسُولِهِ إلَى طَاعَةِ الطَّاغُوتِ ، وَمُتَابَعَتِهِ”[3]؛ وَصَدَقَ اللهُ الْقَائِلُ : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء:60] .  

وَلِلْحَدِيْثِ بَقِيَّةٌ قَرِيْبَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ



[1] فتاوى ، ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (12/288) .

[2] حكم الجاهلية ؛ لأحمد شاكر ؛ ص : (34-35) .

[3] إعلام الموقعين ؛ لابن القيم (1/40) .

%d مدونون معجبون بهذه: