نَصَائِحُ مُرْسَلَةٌ … إِلَى مَنْ حَادَ عَنْ الصِرَاطِ ، أوْ جَانَبَ الصَّوَابَ .
نَصَائِحُ ، وَإِرْشَادَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ ، مُوَجَّهَةٌ إِلَى أَصْحَابِ الْمُخَالَفَاتِ الْجَلِيَّةِ ؛ عَقَدِيَّةً كَانَتْ ، أَوْ فِقْهِيَّةً ، أَوْ اِجْتِمَاعِيَّةً ، أَوْ أَخْلاقِيَّةً ، أَوْ … ، نُنَاصِحُ ، وَنَرُدُّ ، نُنْكِرُ ، وَنُذَكِّرُ ، نُحَاوِرُ ، وَنُنَاقِشُ ، نَتَدَارَسُ ، وَنُدَارِسُ ؛ اللَّهُمَّ اِهْدِنَا ، وَسَدِّدْنَا .
الحلقة (5)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
“إِلَى الَّذِيْنَ جَعَلُوْا ظُهُوْرَهُمْ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ” ؛
الْمُفْتِيْنَ ؛ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّيْنَ ، الْمُتَلَوِّنِيْنَ فِيْ دِيْنِهِمْ ، الزَّائِغِيْنَ عَنْ صِرَاطِ رَبِّهِمْ ،
فَمَا كَانَ بِالْأَمْسِ مُحَرَّمًا أَصْبَحَ -عِنْدَهُمْ- الْيَوْمَ حَلَالًا ؛ اِتِّبَاعًا لِلْهَوَى ، وَإِرْضَاءً لِفِئَامٍ مِنَ الْوَرَى ،
تَلَاعَبُوْا فِيْ دِيْنِ اللهِ حَتَّى جَعَلُوْهَ حَلًّا مُبَاحًا ؛ يُبَاعُ ، وَيُشْتَرَى ؛ عَلَى حَسَبِ مَصَالِحِهِمُ الشَّخْصِيَّةِ ، أَوْ آرَائِهِمُ السِّيَاسِيَّةِ ، أَوْ تَوَجُّهَاتِهِمُ الْاِقْتِصَادِيَّةِ ،
تَسَاهَلُوْا ، وَأَصْدَرُوْا الْفَتَاوَى الرَّخِيْصَةَ -الْمُعَارِضَةَ لِلْأَدِلَّةِ الصَّرِيْحَةِ- حَتَّى تَزَنْدَقُوْا ، أَوْ كَادُوْا ، نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ ،
وَيُدْرِكُ حَقِيْقَةَ ذَلِكَ مَنْ تَأَمَّلَ فِيْمَا حَدَثَ فِيْ :
فَتَاوَى “الْوَلَاءِ ، وَالْبَرَاءِ” ، وَالتَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ الْمُخْتَرَعِ ؛ مَعَ الْيَهُوْدِ ، وَالنَّصَارَى ، وَالوَثَنِيِّيْنَ ، وَأَهْلِ الْبِدَعِ ، وَمَا يُسَمَّى بـِ : “تَجْرِيْمِ خِطَابِ الْكَرَاهِيَةِ” ، وَقَوَانِيْنِ الذَّوْقِ الْعَامِّ الْجائِرَةِ ، وَتَحْكِيْمِ الْقَوَانِيْنِ الْوَضْعِيَّةِ ، وَالتَّحَاكُمِ إِلَيْهَا ،
وَفَتَاوَى حِجَابِ الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ ، وِاخْتِلَاطِهَا بِالرِّجَالِ فِيْ الْأَعْمَالِ ، وَالدِّرَاسَةِ ، وَقِيَادِتِهَا السَّيَّارَةَ ، وَسَفَرِهَا وَحْدَهَا بِلَا مَحْرَمٍ ، وَإِسْقَاطِ الْوِلَايَةِ عَنْهَا ،
وَفَتَاوَى الْمَعَازِفِ ، وَالْغِنَاءِ ، وَحُضُوْرِ حَفَلَاتِ الطَّرَبِ ، وَالْفَعَالِيَّاتِ السِّيْنَمَائِيَّةِ ،
وَفَتَاوَى الضَّرَائِبِ ، وَالْمُكُوْسِ ، وَالتَّأْمِيْنِ ، وَالْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ ،
وَفَتَاوَى السِّيَاحَةِ ، وَالسَّفَرِ إِلَى بِلَادِ الْكَافِرِيْنَ ، وَأَمَاكِنِ الْمُعَذَّبِيْنَ ،
وَغَيْرِهَا مِنَ الْفَتَاوَى الْمُضِلَّةِ ،
وَإِنِّي أُذَكِّرُ هَؤُلَاءِ الْمُتَسَاهِلِيْنَ بِـ:
قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُون}[الأنعام:93] ،
وَقَوْلِهِ تَعَالَى : {وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلَالٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُون}[النحل:116]،
كَمَا أُوْصِي عُلَمَاءَنَا أَنْ يُبَرِّؤُوْا ذِمَمَهُمْ ، وَيُلْقُوْا التَّبِعَةَ مِنْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ؛ وَذَلِكَ بِأَنْ يَنْزِلُوْا إِلَى الْمَيْدَانَ ، لِيُحَارِبُوْا أَهْلَ الْفَسَادِ ، بِإِصْدَارِ الْبَيَانَاتِ تِلْوَ الْبَيَانَاتِ ؛ الَّتِي تَرُدُّ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُضِلِّيْنَ كَذِبَهُمْ عَلَى اللهِ ، وَاِفْتِرَاءَهُمْ عَلَى دِيْنِهِ .
نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِهِ ، وَعِقَابِهِ ، وَشَرِّ عِبَادِهِ ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِيْنِ ، وَأَنْ يَحـْضُرُوْنَا ،
وَصَلِّ اللَّهُمَّ ، وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَآلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَمَنْ تَبِعَ .