“بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” .
حَلَقَاتٌ عِلْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ ، أَصِفُ فِيْهَا الْبُيُوْتَ الْمُؤْمِنَةَ ؛ عَقِيْدَتَهَا ، وَأَخْلَاقَهَا ، ثم أُذَكِّرُ بَعْدَهَا بِالتَّرَاتِيْبِ السَّلَفِيَّةِ الضَّرُوْرِيَّةِ فِيْ طُرُقِ ، وَأَسَالِيْبِ ِحِفْظِهَا مِنْ عُدْوَانِ الْفِرَقِ الْمُعْتَدِيَةِ .
حَلَقَاتٌ مُهِمَّةٌ ، وَبِخَاصَّةٍ فِيْ أَزِمِنَةِ الْغُرْبَةِ ، مُوَجَّهَةٌ لِجَمِيْعِ أَفْرَادِ الْأُسَرِ الْمُسْلِمَةِ ، صَانَهَا اللهُ مِنْ خُطَطِ ، وَتَدَابِيْرِ ذَوِيْ الشُّرُوْرِ الْكَائِدَةِ .
الْحَلْقَةُ (الثَّانِيَةُ) :
-(بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ الْإِسْلَامِ)-
“قِسْمُ الْأَخْلَاقِ” .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
“حِفْظُ الْبُيُوْتِ الْمُؤْمِنَةِ مِنَ التَّهْدِيْدَاتِ الْمُعَاصِرَةِ” .
وَهِيَ مُتَنَوِّعَةٌ ؛
مِنْهَا : عَقَدِيَّةٌ ، وَمِنْهَا : أَخْلَاقِيَّةٌ ، وَمِنْهَا : اِجْتِمَاعِيَّةٌ ، وَمِنْهَا : سِيَاسِيَّةٌ ، وَمِنْهَا : اِقْتِصَادِيَّةٌ ، وَمِنْهَا : …
وَكَذَلِكَ الْأَعْدَاءُ الْمُهَدِّدُوْنَ ؛ هُمْ أَنْوَاعٌ ؛
مِنْهُمْ : أَعْدَاءٌ دَاخِلِيُّوْنَ ؛ مُنَافِقُوْنَ ، أَوْ مُبْتَدِعُوْنَ ، وَمِنْهُمْ : أَعْدَاءٌ خَارِجِيُّوْنَ ؛ كِتَابِيُّوْنَ ، أَوْ وَثَنِيُّوْنَ ، أَوْ إِلْحَادِيُّوْنَ ، وَإِبْلِيْسُ -أَوْ مَنْ يَنُوْبُ- هُوَ صَاحِبُ السِّيَادَةِ ؛ الْآمِرُ ، النَّاهِي لِجَمِيْعِ الْأَعْدَاءِ .
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ :
قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليم * وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون}[الأنعام:128-129] .
وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : “أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ ؛ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا ، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا”[1]،
وَفِيْ الْحَلْقَاتِ التَّالِيَةِ -إِنْ شَاءَ اللهُ -سَنَذْكُرُ جُمَلًا مُقْتَضَبَةً ، وَرُؤُوْسَ أَقْلَامٍ مُخْتَصَرَةً فِيْ بَيَانِ تِلْكَ التَّهْدِيْدَاتِ ، وَصِفَاتِ أَصْحَابِهَا .