القائمة إغلاق

“بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” .

حَلَقَاتٌ عِلْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ ، أَصِفُ فِيْهَا الْبُيُوْتَ الْمُؤْمِنَةَ ؛ عَقِيْدَتَهَا ، وَأَخْلَاقَهَا ، ثم أُذَكِّرُ بَعْدَهَا بِالتَّرَاتِيْبِ السَّلَفِيَّةِ الضَّرُوْرِيَّةِ فِيْ طُرُقِ ، وَأَسَالِيْبِ ِحِفْظِهَا مِنْ عُدْوَانِ الْفِرَقِ الْمُعْتَدِيَةِ .

حَلَقَاتٌ مُهِمَّةٌ ، وَبِخَاصَّةٍ فِيْ أَزِمِنَةِ الْغُرْبَةِ ، مُوَجَّهَةٌ لِجَمِيْعِ أَفْرَادِ الْأُسَرِ الْمُسْلِمَةِ ، صَانَهَا اللهُ مِنْ خُطَطِ ، وَتَدَابِيْرِ ذَوِيْ الشُّرُوْرِ الْكَائِدَةِ .

الْحَلْقَةُ (الرَّابِعَةُ) :

-(بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ الْإِسْلَامِ)-

“قِسْمُ الْأَخْلَاقِ” .

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“حِفْظُ الْبُيُوْتِ الْمُؤْمِنَةِ مِنَ التَّهْدِيْدَاتِ الْمُعَاصِرَةِ” .

(2)

وَمِنْ أَنْوَاعِ التَّهْدِيْدَاتِ الْعَقَدِيَّةِ ، الَّتِي تُهَدِّدُ بُيُوْتَ كِثِيْرٍ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ :

2] الدَّعَوَاتُ الْمَحْمُوْمَةُ إِلَى الْحُرِيَّةِ الْمُطْلَقَةِ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ ، يَتَوَلَّى هَذِهِ الدَّعَوَاتِ فِئَةٌ مِنَ اللِّيِبْرَالِّيِّيْنَ -وَأَذْنَابِهِمْ- فِيْ أُطْرُوْحَاتِهِمْ ، وَمُؤَلَّفَاتِهِمْ ، وَعَبْرَ مَنَصَّاتِهِمْ الْإِعْلَامِيَّةِ ، فَـ:

هَذَا أَحَدُ كُبَرَائِهِمْ[1]، وَمُنَظِّرِيْهِمْ -فِيْ أَحَدِ لِقَاءَاتِهِ- وَهُو يَتَحَدَّثُ عَنِ الْأَزَمَاتِ الَّتِي تَمُرُّ بِهَا بَعْضُ الْبُلْدَانِ الْإِسْلَامِيَّةِ ، يَقُوْلُ -وَأَقْبِحْ ، وَأَفْظِعْ بِـمَا يَقُوْلُ- : “مَا هُوَ الْحَلُّ ؟ الْحَلُّ بِاللِّيِبْرَالِيَّةِ -أَتَكَلَّمُ بِصَرَاحَةٍ- : أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ شَخْصٍ مَا يَحْلُوْ لَهُ دُوْنَ الْإِضْرَارِ بِالْآخَرِيْنَ  … ، الْمُجْتَمَعُ الْمَفْتُوْحُ هُوَ الْأَسَاسُ ، وَهُوَ الْحَلُّ”[2]،

وَحَقِيْقَةُ هَذِهِ الْحُرِيَّـةِ -الَّتِـي يَدْعُوْ إِلَيْهَا هَذَا اللِّيِبْرَالِيُّ ، وَأَضْرَابُهُ- : هِيَ الدَّعْوَةُ إِلَى عِبَادَةِ الْهَوَى ، وَالشَّيْطَانِ ، وَرَفْضِ عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ ، وَأَقْوَالِ الْمُصْطَفَى ، مِنْ وَلَدِ عَدْنَانٍ ، وَاقِعُهَا : الْإِلْحَادُ ، وَعِبَادَةُ الذَّاتِ ، وَمُصَادَمَةُ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَر عَلَيْهَا النَّاسَ ، وَنَشْرُ الْإِبَاحِيَّةِ ، وَالْاِنْحِلَالِ ، وَجَعْلُ النَّاسِ كَالْبَهَائِمِ الْعَجْمَاوَاتِ ؛ يَبْحَثُوْنَ عَنْ شَهَوَاتِـهِمْ ، وَالْـمَلَذَّاتِ ، أَوْ جَعْلُهُمْ عُبَّادَ الدِّرْهَمِ ، وَالدِّيْنَارِ ؛ فَمَا أَتْعَسَهَا مِنْ عِبَادَةٍ ، وَمَا أَشْقَاهُمْ مِنْ عُبَّادٍ !!

هَرَبُوْا مِنَ الرِّقِّ الَّذِي خُلِقُوْا لَهُ … وَبُلُوْا بِرِقِّ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ[3].

الدَّعْوَةُ إِلَى الْحُرْيَّةِ الْمُطْلَقَةِ أُكْذُوْبَةٌ كُبْرَى ، فَمَا ثَمَّ إِلَّا عِبَادَةُ الرَّحْمَنِ ، أَوْ عِبَادَةُ الْهَوَى ، وَالشَّيْطَانِ ، وَأَيْنَ صَلَاحُ الْعَبْدِ فِيْ عُبُوْدِيَّةِ اللهِ ، وَالذُّلِّ لَهُ ، وَالْاِفْتِقَارِ إِلَيْهِ مِنْ فَسَادِهِ فِيْ عُبُوْدِيَّةِ الْمَخْلُوْقِ ، وَالذُّلِّ لَهُ ، وَالْاِفْتِقَارِ إِلَيْهِ”[4]، وَلِهَذَا :

يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى : {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}[يس:60-61] ،

وَيَقُوْلُ جَلَّ ، وَعَلَا : {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}[الفرقان:43] ،

وَيَقُوْلُ جَلَّ ذِكْرُهُ : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية:23] ،

لِلْمَقَالِ بَقِيَّةٌ ، نُكْمِلُهُ فِيْ حَلْقَاتٍ تَالِيَةٍ ؛ إِنْ شَاءَ اللهُ .



([1]) تركي الحمد .

([2]) في مقابلة له متلفزة ، بتصرف لتصحيح اللغة .

([3]) من نونية ابن القيم رحمه الله .

([4]) مجموع الفتاوى ؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1/195) .

%d مدونون معجبون بهذه: