القائمة إغلاق

نَصَائِحُ مُرْسَلَةٌ … إِلَى مَنْ حَادَ عَنْ الصِرَاطِ ، أوْ جَانَبَ الصَّوَابَ .

نَصَائِحُ ، وَإِرْشَادَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ ، مُوَجَّهَةٌ إِلَى أَصْحَابِ الْمُخَالَفَاتِ الْجَلِيَّةِ ؛ عَقَدِيَّةً كَانَتْ ، أَوْ فِقْهِيَّةً ، أَوْ اِجْتِمَاعِيَّةً ، أَوْ أَخْلاقِيَّةً ، أَوْ … ، نُنَاصِحُ ، وَنَرُدُّ ، نُنْكِرُ ، وَنُذَكِّرُ ، نُحَاوِرُ ، وَنُنَاقِشُ ، نَتَدَارَسُ ، وَنُدَارِسُ ؛ اللَّهُمَّ اِهْدِنَا ، وَسَدِّدْنَا . 

الحلقة (7)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِلَى لَجْنَةِ اِخْتِبَارِ الْخُطَبَاءِ ، وَالْأَئِمَّةِ” .

(1)

أُقَدِّمُ إِلَيْكُمْ -هُنَا- نَصَائِحَ ، ومُقْتَرَحَاتٍ مُهِمَّةً ؛ وَذَلِكَ لِتَفَادِي تَسَلُّلِ الصَّوْفِيَّةِ ، وَالْأَشَاعِرَةِ ، وَالْمَاتُرِيْدِيَّةِ -وَأَصْحَابِ التَّحَزُّبَاتِ الْمُخَالِفَةِ- إِلَى مَسَاجِدِ أَهْلِ السُّنَّةِ ؛ لِيَكُوْنُوْا خُطَبَاءَ فِيْهَا ، وَأَئِمَّةً ، اِقْرَؤُوْهَا ، وَاسْتَفِيْدُوْا مِنْهَا -عَفَا اللهُ عَنَّا ، وَعَنْكُمْ- .

وَأَهَمِيَّةُ هَذِهِ النَّصَائِحِ ، وَالْمُقْتَرَحَاتِ تَكمُنُ فِيْ أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ اللِّجَانِ الْمُخْتَبِرَةِ -هَدَاهُمُ اللهُ تَعَالَى- تَأْخُذُ الْمُتَقَدِّمِيْنَ عَلَى ظَاهِرِهِمْ أَبَدًا ، وَلَكَأَنَّهُمْ أَتَوْا جَمِيْعًا مِنْ مُحِيْطِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَهَذَا خَطَأٌ فِيْ التَّنْظِيْرِ ، وَفِيْ الْعَمَلِ !! إِذْ إِنَّ كَثِيْرًا مِنَ الْبُلْدَانِ تَضُمُّ فِرَقًا ، وَأَحْزَابًا عَدِيْدَةً ، اِتَّخَذُوْا التَّسَتُّرَ ، وَالنِّفَاقَ طَرِيْقَهُمْ لِلْوُصُوْلِ إِلَى مَقَاصِدِهِمْ الدَّنِيْئَةِ ، وَبِسَبَبِ غَفْلَةِ ، أَوْ تَغَافُلِ مَنْ خُوِّلَ الْمَسْؤُوْلِيَّةَ ، وَأَخْذِهِمْ عَلَى ظَوَاهِرِهِمْ فِيْ جَمِيْعِ الْأَحْوَالِ أَصْبَحْنَا -الْآنَ- نَرَى مَسَاجِدَ ، وَجَوَامِعَ عِدَّةً يَتَوَلَّى مَسْؤُلِيَّةَ إِمَامَتِهَا ، وَالْخَطَابَةِ فِيْهَا أُنَاسٌ صُوْفِيَّةٌ ؛ أَشَاعِرَةٌ ، أَوْ مَاتُرِيْدِيَّةٌ ، أَوْ مُتَأَثِّرُوْنَ بِجَمَاعَاتٍ حِزْبِيَّةٍ سِيَاسِيَّةٍ ، وَقَدْ أَفْضَى فِعْلُهُمْ هَذَا إِلَى مَفَاسِدَ عَظِيْمَةٍ ، أَضَرَّتْ بِالدَّوْلَةِ ، وَالْوِلَايَةِ الشَّرْعِيَّةِ فِيْهَا ، فَلَمَّا تَغَافَلْنَا عَنْهُمْ -فِيْ زَمَنٍ مَضَى- تَغَلْغَلَ أَهْلُ الْاِبْتِدَاعِ فِيْ أَوْسَاطِ الْعَامَّةِ لِبَثِّ الْأَفْكَارِ ، وَالْمُعْتَقَدَاتِ الْبَاطِلَةِ ، وَقَدْ نَجَحُوْا إِلَى أَمَدٍ بَعِيْدٍ ، فَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى !!

ثُمَّ إِنَّهُمْ -مَعَ هَذَا- قَدْ أَوْقَعُوْا الْحَرَجَ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَشَقُّوْا عَلَيْهِمْ ، فَقَدْ رَأَيْنَا ، وَعَلِمْنَا عَنْ بَعْضِ الْأَخْيَارِ مِنْهُمْ أَنَّهُ يُعِيْدُ الصَّلَاةَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ الَّذِي أَمَّهُمْ فِيْ الصَّلَاةِ أَشْعَرِيٌّ ، أَوْ مَا تُرِيْدِيٌّ ، أَوْ صُوْفِيٌّ خُرَافِيٌ .

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ مِنْ أَعْضَاءِ اللَّجْنَةِ : نَحْنُ نَخْتَبِرُهُمْ حِيْنَ يَتَقَدَّمُوْنَ ؛ فَإِذَا جَاوَبُوْا جَوَابَ أَهْلِ السُّنَّةِ اِعْتَمَدْنَاهُمْ !!!

الْجَوَابُ :

هَذَا لَا يُعْفِيْكُمْ مِنَ الْمَسْؤُوْلِيَّةِ ، فَالْوَاحِدُ مِنْكُمْ لَوْ تَقَدَّمَ إِلَى خِطْبَةِ اِبْنَتِهِ رَجُلٌ -فَبِلَا شَكَّ ، وَلَا رَيْبَ- لَنْ يَأْخُذَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، بَلْ سَيَذْهَبُ يُنَقِّبُ ، وَيُفَتِّشُ عَنْ سِيْرَتِهِ ، لِأَنَّ مَسْؤُوْلِيَّةَ الْأَبِ فِيْ اِخْتِيَارِ الرَّجُلِ الْكُفْءِ لِيَكُوْنَ زَوْجًا لِابْنَتِهِ مُتَحَتِّمَةٌ ، وَالتَّفْرِيْطَ فِيْهَا يُوْرِثُ عَوَاقِبَ وَخِيْمَةً ، فَأَلَيْسَتْ بُيُوْتُ اللهِ تَعَالَى أَوْلَى ؟!!

نَعَمْ ، بُيُوْتُ اللهِ أَوْلَى ، خَاصَّةً إِذَا عَلِمْنَا -عِلْمَ يَقِيْنٍ- أَنَّ أُوْلَئِكَ الْقَوْمَ -بِالتَّسَتُّرِ ، وَالنِّفَاقِ- يَسْعَوْنَ سَعْيًا مُتَتَابِعًا لِنَيْلِ كَثِيْرٍ مِنَ الْوَظَائِفِ الشَّرْعِيَّةِ ؛ لِيَنْفُثُوْا فِيْ الْأُمَّةِ سُمُوْمَهُمْ ، وَلِيَكُوْنَ لَهُمُ النُّفُوْذُ ، وَالْغَلَبَةُ .

وَأَخْشَى مَا أَخْشَاهُ أَنْ يَأْتِيَ الْيَوْمُ الَّذِي نَرَى فِيْهِ الرَّافِضِيَّ إِمَامًا فِيْ مَسَاجِدِ أَهْلِ السُّنَّةِ ؛ لِأَنَّهُ بِالتُّقْيَةِ الَّتِي يَدِيْنُ بِهَا أَخَذَتْهُ اللَّجْنَةُ عَلَى ظَاهِرِهِ فَعَيَّنَتْهُ إِمَامًا !!!

سُئِلَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ اِبْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : مَا حُكْمُ الصَّلَاةِ خَلْفَ إِمَامٍ مُبْتَدِعٍ ، سَوَاءً كَانَتِ الْبِدْعَةُ فِيْ مَجَالِ الْعِبَادَاتِ ، أَوِ الْعَقَائِدِ ؟

فَأَجَابَ :

“لَا يَجُوْزُ أَنْ يُتَّخَذَ الْمُبْتَدِعُ إِمَامًا ، … ، بَلْ يُتَحَرَّى فِيْ الْإِمَامَةِ أَهْلُ الصَّلَاحِ ، وَالْاِسْتِقَامَةِ ، وَالسَّالِمِيْنَ مِنَ الْبِدَعِ ، هَذَا هُوَ الْوَاجِبُ عَلَى الْمَسْؤُوْلِيْنَ … ، لَكِنْ إِذَا وُجِدَ فِيْ الْمَسْجِدِ إِمَامٌ مُبْتَدِعٌ ؛ بِدْعَتُهُ غَيْرُ مُكَفِّرَةٍ ؛ فَالصَّلَاةُ خَلْفَهُ صَحِيْحَةٌ ، وَالْوَاجِبُ إِزَالَتُهُ ، وَإِبْدَالُهُ بِغَيْرِهِ ، أَمَّا مَنْ كَانَتْ بِدْعَتُهُ مُكَفِّرَةٌ ؛ كَعِبَادَةِ الْقُبُوْرِ ؛ الَّذِيْ يَعْبُدُ الْقُبُوْرَ ، وَيَسْتَغِيْثُ بِالْأَمْوَاتِ ، هَذَا لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ خَلْفَهُ ، لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ فِيْ نَفْسِهِ لِكُفْرِهِ ، وَلَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ خَلْفَهُ …”[1].

هَذِهِ هِيَ النَّصَائِحُ ، وَفِيْ الْحَلْقَةِ الْمُقْبِلَةِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- نُوْفِيْكُمْ بِالْمُقْتَرَحَاتِ الْمُهِمَّةِ ، فَانْتَظِرُوْهَا -أَصْلَحَكُمُ اللهُ- .



([1]) فتاوى نور على الدرب (12/69) .

%d مدونون معجبون بهذه: