“بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ ؛ وَصْفُهَا الْمُبِيْنُ ، وَحِفْظُهَا الْأَمِيْنُ” .
حَلَقَاتٌ عِلْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ ، أَصِفُ فِيْهَا الْبُيُوْتَ الْمُؤْمِنَةَ ؛ عَقِيْدَتَهَا ، وَأَخْلَاقَهَا ، ثم أُذَكِّرُ بَعْدَهَا بِالتَّرَاتِيْبِ السَّلَفِيَّةِ الضَّرُوْرِيَّةِ فِيْ طُرُقِ ، وَأَسَالِيْبِ ِحِفْظِهَا مِنْ عُدْوَانِ الْفِرَقِ الْمُعْتَدِيَةِ .
حَلَقَاتٌ مُهِمَّةٌ ، وَبِخَاصَّةٍ فِيْ أَزِمِنَةِ الْغُرْبَةِ ، مُوَجَّهَةٌ لِجَمِيْعِ أَفْرَادِ الْأُسَرِ الْمُسْلِمَةِ ، صَانَهَا اللهُ مِنْ خُطَطِ ، وَتَدَابِيْرِ ذَوِيْ الشُّرُوْرِ الْكَائِدَةِ .
الْحَلْقَةُ (الثَّامِنَةُ) :
-(بُيُوْتُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ الْإِسْلَامِ)-
“قِسْمُ الْأَخْلَاقِ” .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
“حِفْظُ الْبُيُوْتِ الْمُؤْمِنَةِ مِنَ التَّهْدِيْدَاتِ الْمُعَاصِرَةِ” .
(6)
وَمِنْ أَمْثِلَةِ التَّهْدِيْدَاتِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ -أَيْضًا- :
كَثْرَةُ الْخِلَافِ ، وَالشِّقَاقِ الْوَاقِعِ فِيْ الْأُمَّةِ ؛ إِنْ فِيْ الْأُسْرَةِ -أَوِ الْقَبِيْلَةِ- الْوَاحِدَةِ ، أَوْ فِيْ الْمُحِيْطِ الْاِجْتِمَاعِيِّ الْقَرِيْبِ ؛ بَيْنَ الْجِيْرَانِ ، أَوْ بَيْنَ الْأَقَارِبِ ، أَوْ بَيْنَ الرِّفَاقِ ، وَالْأَصْحَابِ ، أَوْ -حَتَّى- بَيْنَ أَهْلِ التَّدَيُّنِ ، وَالصَّلَاحِ ؛ حَتَّى اِمْتَلَأَتْ الذِّاكِرَةُ ، وَسِجِلَّاتُ الْمَحَاكِمِ ، وَمَكَاتِبُ الْمُحَامِيْنَ بِمُحْتَوًى لَيْسَ بِالْقَلِيْلِ مِنْ قَصَصَ النِّزَاعِ ، وَالْخُصُوْمَاتِ ؛ الَّتِي تَدْمَى لَهَا الْقُلُوْبُ ، وَالْأَفْئِدَةُ ؛ حَتَّى وَصَلَتْ ضَرَاوَةُ الْخِلَافِ -عِنْدَ بَعْضِهِمْ- إِلَى إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ ، وَإِزْهَاقِ الْأَنْفُسِ ، نَسْأَلُ اللهَ الْعَفْوَ ، وَالْعَافِيَةَ ،
وَكَانَ مِنْ نَتِيْجَةِ ذَلِكَ أَنْ ذَهَبَتْ رِيْحُ الْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ ، وَضَعُفَتْ هَيْبَتُهَا ، وَوَهَنَتْ قُوَّتُـهَا ؛ فَفَرِحَ الشَّيْطَانُ بِذَلِكَ ، وَشَمَتَ بِنَّا أَعْدَاؤُنَا الْكُفَّارُ ؛ مِنَ الْيَهُوْدِ ، وَالنَّصَارَى ، وَالوَثَنِيِّيْنَ ، وَاللِّيِبْرَالِّيِيْنَ الْمُلْحِدِيْنَ ؛ بَلْ صَارَتْ لَهُمْ ثَغْرَةٌ وَاسِعَةٌ ؛ اِسْتَطَاعُوْا مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَدْخُلُوْا بِلَادَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَيَتَحَكَّمُوْا فِيْ مُقَدِّرَاتِهَا ، وَيَعْبَثُوْا فِيْ سِيَاسَاتِهَا ؛ لِيُمَهِّدُوْا لَهُمُ السَّبِيْلَ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَيْهَا ، ثُمَّ اِحْتِلَالِهَا ؛ كَمَا فَعَلُوْا فِيْ فِلَسْطِيْنِنَا السَّلِيْبَةِ ، أَعَزَّهَا اللهُ ، وَأذَلَّ مَنْ أَرَادَ بِهَا السُّوْءَ .
وَسَنَبْسُطُ الْقَوْلَ فِيْ ذَلِكَ حِيْنَ يَحِيْنُ وَقْتُهُ -إِنْ شَاءَ اللهُ-.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَآلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَسَلِّمْ .