“الرَّدُّ الْعِلْمِيُّ الْمُخْتَصَرُ”
رُدُوْدٌ عِلْمِيَّةٌ مُخْتَصَرَةٌ ، أَتَنَاوَلُ فِيْهَا -أُسْبُوْعِيًّا- كِتَابًا ، أَوْ مَقَالًا ، أَوْ مُحْتَوًى مِنْ مُحْتَوَيَاتِ شَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ ؛ مِمَّا يُنْتِجُهُ الْمُخَالِفُوْنَ ؛ سَوَاءً كَانُوْا مُبْتَدِعَةً مُحْدِثِيْنَ ، أَوْ لِيِبْرَالِيِّيْنَ ضَالِّيْنَ ، أَوْ مَنْ جَانَبَهُ الصَّوَابُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمُوَحِّدِيْنَ .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
الرَّدُّ السَّادِسُ :
عَلَى شُبُهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ حَوْلَ : فِلَسْطِيْنَ ، وَالْقِتَالِ لِدَفْعِ الْغَاصِبِ الْمُحْتَلِّ مِنْهَا .
النَّاقِلُ : مَجْمُوْعَةٌ مِنَ اللِّيِبْرَالِيِّيْنَ ، وَبَعْضِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ؛ مِنَ الْمُنْتَسِبِيْنَ إِلَى الْمُسْلِمِيْنَ [1].
(1)
وَسَأَسْرُدُ -هُنَا- بَعْضَ الشُّبُهَاتِ حَوْلَ هَذَا الْمَوْضُوْعِ ، ثُمَّ نُجَاوِبُ عَلَيْهَا -بِمَا يُيَسِّرُ اللهُ لِيْ- فَمِنَ هَذِهِ الشُبُهَاتِ :
– قَوْلُهُمْ : إِنَّ لِلْيَهُوْدِ حَقًّا فِيْ فِلَسْطِيْنَ ، بَلْ هُمْ سُكَّانُهَا الْأَصْلِيُّوْنَ قَدِيْمًا ، أَوْ قَوْلُهُمْ : إِنَّ أَهْلَ فِلَسْطِيْنَ هُمْ الَّذِيْنَ بَاعُوْا الْيَهُوْدَ أَرْضَهُمْ ، فَصَارَتْ بِهَذَا لَهُمْ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُنَازِعَهُم فِيْهَا .
– وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ “الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى” الْمَذْكُوْرَ فِيْ النُّصُوْصِ لَيْسَ هُوَ الْمَوْجُوْدَ فِيْ فِلَسْطِيْنَ ، بَلْ هُوَ فِيْ مَكَانٍ آخَرَ ، أَمَّا الْمَوْجُوْدُ -الْآنَ- فَأَصْلُهُ كَانَ مَعْبَدًا لِلْيَهُوْدِ ، حَوَّلَهُ الْمُسْلِمُوْنَ -لَمَّا اِسْتَوْلَوْا عَلَيْهِ- إِلَى مَسْجِدٍ .
– وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ الْمُقَاوَمَةَ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِيْنَ جَمَاعَةٌ إِرْهَابِيَّةٌ ، تَنْتَسِبُ إِلَى حِزْبٍ إِرْهَابِيٍّ ، هُوَ حِزْبُ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِيْنَ ؛ فَعَلَيْهِ لَا يَجُوْزُ مُنَاصَرَتُهُمْ ، وَلَا إِعَانَتُهُمْ .
– وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ الْقِتَالَ الْحَقِيْقِيَ الَّذِيْ سَيُفْتَحُ بِهِ “بَيْتُ الْمَقْدِسِ” هُوَ الَّذِي سَيَقُوْدُهُ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيْ آخِرِ الزَّمَانِ ، أَمَّا هَذَا الْقِتَالُ -الْآنَ- فَهُوَ قِتَالُ فِتْنَةٍ .
– وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ الْقِتَالَ الدَّائِرَ -الْآنَ- هُوَ إِلْقَاءٌ بِالنَّفْـسِ إِلَى التَّهْـلُكَـةِ ؛ لِأَنَّــهُ غَيْـرُ مُـتَكَافِئِ الْكِفَّتَيْنِ ، مِمَّا أَدَّى -كَمَا هُوَ مُشَاهَدٌ- إلى قَتْلِ الْأَبْرِيَاءِ ؛ مِنَ الْأَطْفَالِ ، وَالنِّسَاءِ ، وَالشُّيُوْخِ .
رَدُّ الشُّبْهَةِ الْأُوْلَى :
وَهِيَ :
قَوْلُهُمْ : إِنَّ لِلْيَهُوْدِ حَقًّا فِيْ فِلَسْطِيْنَ ، بَلْ هُمْ سُكَّانُهَا الْأَصْلِيُّوْنَ قَدِيْمًا ، أَوْ قَوْلُهُمْ : إِنَّ أَهْلَ فِلَسْطِيْنَ هُمْ الَّذِيْنَ بَاعُوْا الْيَهُوْدَ أَرْضَهُمْ ، فَصَارَتْ بِهَذَا لَهُمْ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُنَازِعَهُم فِيْهَا .
وَلِلْجَوَابِ عَلَى هَذِهِ الشُّبْهَةِ أَقُوْلُ :
1] فِلَسْطِيْنُ -وَفِيْهَا بَيْتُ اَلْمَقْدِسِ- لِلْمُسْلِمِيْنَ مِنْ أَوَّلِ مَا وُجِدَا ؛ فَإِنَّ اَلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ اَلْمُوَحِّدِينَ ؛ مِنْ عَهْدِ أَبِينَا آدَمَ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ ، وَمَا بَعْدُهُ ، إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الْأَرْضَ ، وَمَنْ فِيْهَا ؛ فَالْيَهُودُ قَبْلَ نُبُوَّةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَبْلَ أَنْ يُحَرِّفُوا اَلتَّوْرَاةَ كَانُوا عَلَى اَلتَّوْحِيدِ ، وَكَانُوا هُمْ اَلَّذِينَ وَرِثُوْا اَلْأَرْضَ ، وَأَقَامُوْا فِيْهَا اَلشَّرِيعَةَ اَلْإِلَهِيَّةَ ، فَلَمَّا حَرَّفُوا دِيْنَهُمْ ، وَكَفَرُوْا لَمْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ ، بَلْ وَجَبَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ اَلْحَقُّ أَنْ يَنْتَزِعَهَا مِنْهُمْ بِالْقُوَّةِ ، وَمِثْلُهُ يُقَالُ فِيْ اَلنَّصَارَى ، ثُمَّ لَمَّا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرِّسَالَةِ اَلنَّاسِخَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ تَعَالَى صَارَ لَهُ ، وَلِأُمَّتِهِ اَلْأَحَقِّيَّةُ بِهَذِهِ اَلْأَرْضِ إِلَى قِيَامِ اَلسَّاعَةِ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:68] ،
أَمَّا قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}[المائدة:30] ؛ فـ”الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ -فِيْ هَذِهِ الْآيَةِ- هِيَ فِلَسْطِيْنُ ؛ وَإِنَّمَا كَتَبَ اللهُ أَرْضَ فِلَسْطِيْنَ لِبَنِي إِسْرَائِيْلَ فِيْ عَهْدِ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ؛ لِأَنَّهُمْ هُمْ عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُوْنَ ؛ وَاللهُ سُبْحَانَهُ ، وَتَعَالَى يَقُوْلُ : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105] ، وَقَالَ مُوْسَى لِقَوْمِهِ : {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] ، ثم قال : {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: 128] ؛ إذاً الْمُتَّقُوْنَ هُمُ الْوَارِثُوْنَ لِلْأَرْضِ ؛ لَكِنَّ بَنِي إِسْرَائِيْلَ الْيَوْمَ لَا يَسْتَحِقُّوْنَ هَذِهِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ؛ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوْا مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ ؛ أَمَّا فِيْ وَقْتِ مُوْسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَكَانُوْا أَوْلَى بِهَا مِنْ أَهْلِهَا ؛ وَكَانَتْ مَكْتُوْبَةً لَهُمْ ، وَكَانُوْا أَحَقَّ بِهَا ؛ لَكِنْ لَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ الَّذِي بُعِثَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَارَ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذِهِ الْأَرْضُ الْمُسْلِمُوْنَ”[2].
فَعَلَيْهِ أَقُوْلُ :
لَيْسَ لِلْكَافِرِ حَقٌ فِيْ أَرْضٍ يَسْكُنُهَا ، وَالْأَرْضُ اَلَّتِي يَسْكُنُهَا اَلْكُفَّارُ أَرْضُ كُفْرٍ ، يَجِبُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ أَنَّ يُنْتَزَعُوْهَا مِنْهُمْ بِقُوَّةِ اَلشَّرِيعَةِ ؛ وَلِذَا شَرَعَ اَللَّهُ لَهُمْ جِهَادَ اَلطَّلَبِ ، لِيَكُونَ اَلدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ؛ لَكِنْ لِمَّا كَانَتْ عُهُودُ اَلصُّلْحِ ، وَالْمَوَاثِيقُ اَلدَّوْلِيَّةُ اَلَّتِي تُبْرَمُ مَعَ اَلْكُفَّارِ -اَلْآنَ- لِمُسَالَمَتِهِمْ ؛ بِسَبَبَ ضَعْفِ اَلْمُسْلِمِينَ = أُقِرُّوا عَلَى أَرَاضِيْهِمْ ، فَإِذَا جَاءَ وَقْتٌ تَكُونُ اَلْغَلَبَةُ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَحُكِمَ فِيْهِ بِالشَّرْعِ اَلْإِسْلَامِيِّ ؛ فَإِنَّ اَلْكُفَّارَ -بَعْدَ اَلدَّعْوَةِ إِلَى اَلدِّيْنِ اَلْحَنِيفِ- إِمَّا أَنْ يَقْبَلُوا بِالدُّخُولِ فِيْ اَلْإِسْلَامِ ، وَيُقَرُّوْا عَلَى أَرَاضِيْهِمْ ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعُوا اَلْجِزْيَةَ ، وَإِمَّا يُقَاتَلُوْا ، وَتُنْتَزَعُ اَلْأَرْضُ مِنْهُمْ قَهْرًا ؛ “لِأَنَّ مَقْصُودَ الدَّعْوَةِ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ، وَإِنَّمَا أَقَرُّوا بِالْجِزْيَةِ لِلضَّرُورَةِ الْعَارِضَةِ ، وَالْحُكْمُ الْمُقَيَّدُ بِالضَّرُورَةِ مُقَدَّرٌ بِقَدْرِهَا … ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105] ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْيَهُودِ : «اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ ، وَرَسُولِهِ»[3]، فَعِبَادُهُ الصَّالِـحُونَ هُمْ وَارِثُـوهَا ، وَهُمُ الْمُلَّاكُ لَهـَا عَـلَى الْحَقِيقَةِ ، وَالْكُفَّارُ فِيهَا تَبَعٌ ؛ يَنْتَفِعُـوْنَ بِـهَا لِضَــرُورَةِ إِبْــقَائِهِمْ بِالْجِزْيَةِ ، فَلَا يُسَاوُوْنَ الْمَالِكِينَ حَقِيقَةً…”[4]، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا ، وَأَقَمْتُمْ فِيْهَا فَسَهْمُكُمْ فِيْهَا ، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللهَ ، وَرَسُولَهُ ؛ فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ”[5].
2] أَمَّا قَوْلُهُمْ : هُمْ سُكَّانُهَا الْأَصْلِيُّوْنَ قَدِيْمًا ؛ فَلَيْسَ بِصَحِيْحٍ ؛ فَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى هَذِهِ الْأَرْضِ الْعَرَبُ الْكَنْعَانِيُّوْنَ[6]،
3] أَمَّا قَوْلُهُمْ : أَهْلُ فِلَسْطِينَ هُمْ اَلَّذِينَ بَاعُوْا أَرْضَهُمْ لِلْيَهُودِ ؛ فَهَذِهِ أُكْذُوبَةٌ خَرْقَاءُ ، يُرَوِّجُهَا أَهْلُ اَلْبَاطِلِ ، وَيُبْطِلُهَا اَلتَّارِيخُ ؛ فَهَذِهِ الْأُكْذُوْبَةُ اِخْتَرَعَتْهَا اَلْمُخَابَرَاتُ اَلْبِرِيْطَانِيَّةُ ، بِالتَّعَاوُنِ مَعَ اَلْيَهُودِ ، وَتَلَقَّفَهَا بَعْضُ أَبْنَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ ، أَمَّا كَوْنُ وَاحِدٍ ، أَوْ اِثْنَيْنِ ، أَوْ أَفْرَادٍ قَلِيْلِيْنَ جِدًّا قَدْ قَصَّرُوْا ، أَوْ فَرَّطُوْا ، أَوْ اِقْتَرَفُوا اَلْخِيَانَةَ لَا يَجْعَلُنَا نُعَمِّمُ اَلْحُكْمَ عَلَى كُلِّ اَلشَّعْبِ ، فَالشَّاذُّ ، لَا حُكْمَ لَهُ ، مَعَ أَنَّ بَيْعَ هَذِهِ اَلشِّرْذِمَةِ غَيْرُ صَحِيْحٍ ، وَلَا يُثْبِتُ لَهُ حُكْمٌ ، فـَ “اَلْأَصْلُ أَنَّ فِلَسْطِيْنَ أَرْضٌ خَرَاجِيَّةٌ وَقْفِيَّةٌ ، يَحْرُمُ شَرْعًا بَيْعُ أَرَاضِيْهَا ، وَتَمْلِيكُهَا لِلْأَعْدَاءِ ، فَهِيَ تُعَدُ مِنْ اَلنَّاحِيَةِ اَلشَّرْعِيَّةِ مِنْ اَلْمَنَافِعِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ اَلْعَامَّةِ ، لَا مِنْ اَلْأَمْلَاكِ اَلشَّخْصِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ ، وَتَمْلِيكُ اَلْأَعْدَاءِ لِدَارِ اَلْإِسْلَامِ بَاطِلٌ ، وَيُعَدَّ خِيَانَةً لِلَّهِ تَعَالَى ، وَرَسُوْلِهِ ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلِأَمَانَةِ اَلْإِسْلَامِ . . . ، آثِمٌ مَنْ يَبِيعُ أَرْضَهُ لِأَعْدَائِهِ ، أَوْ يَأْخُذُ تَعْوِيضًا عَنْهَا ؛ لِأَنَّ بَائِعَ اَلْأَرْضِ لِلْأَعْدَاءِ مُظَاهِرٌ عَلَى إِخْرَاجِ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ دِيَارِهِمْ . . . ، بَيْعُ اَلْأَرْضِ لِلْأَعْدَاءِ ، وَالسَّمْسَرَةُ عَلَيْهَا لَهُمْ يَدْخُلُ فِيْ اَلْمُكَفِّرَاتِ اَلْعَمَلِيَّةِ ، وَيُعْتَبَرُ مِنْ اَلْوَلَاءِ لِلْكُفَّارِ اَلْمُحَارِبِيْنَ ، وَهَذَا اَلْوَلَاءُ مَخْرِجٌ مِنَ اَلْمِلَّةِ ، وَيُعْتَبِرُ فَاعِلُهُ مُرْتَدًّا عَنِ اَلْإِسْلَامِ ، خَائِنًا لِلَّهِ ، وَرَسُولِهِ ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَيْنِهِ ، وَوَطَنِهِ ، يَجِبُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ مُقَاطَعَتُهُ ، فَلَا يُعَامِلُونَهُ ، وَلَا يُزَوِّجُونَهُ ، وَلَا يَتَوَدَّدُوْنَ إِلَيْهِ ، وَلَا يَحْضُرُوْنَ جَنَازَتَهُ ، وَلَا يُصَلُّوْنَ عَلَيْهِ ، وَلَا يَدْفِنُونَهُ فِيْ مَقَابِرِ اَلْمُسْلِمِيْنَ”[7].
يَتْبَعُ …