“الرَّدُّ الْعِلْمِيُّ الْمُخْتَصَرُ”
رُدُوْدٌ عِلْمِيَّةٌ مُخْتَصَرَةٌ ، أَتَنَاوَلُ فِيْهَا -أُسْبُوْعِيًّا- كِتَابًا ، أَوْ مَقَالًا ، أَوْ مُحْتَوًى مِنْ مُحْتَوَيَاتِ شَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ ؛ مِمَّا يُنْتِجُهُ الْمُخَالِفُوْنَ ؛ سَوَاءً كَانُوْا مُبْتَدِعَةً مُحْدِثِيْنَ ، أَوْ لِيِبْرَالِيِّيْنَ ضَالِّيْنَ ، أَوْ مَنْ جَانَبَهُ الصَّوَابُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمُوَحِّدِيْنَ .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
الرَّدُّ السَّادِسُ (تَابِعٌ …) :
عَلَى شُبُهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ حَوْلَ : فِلَسْطِيْنَ ، وَالْقِتَالِ لِدَفْعِ الْغَاصِبِ الْمُحْتَلِّ مِنْهَا .
النَّاقِلُ : مَجْمُوْعَةٌ مِنَ اللِّيِبْرَالِيِّيْنَ ، وَبَعْضِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ؛ مِنَ الْمُنْتَسِبِيْنَ إِلَى الْمُسْلِمِيْنَ .
رَدُّ الشُّبْهَةِ الثَّالِثَةِ :
وَهِيَ :
قَوْلُهُمْ : إِنَّ الْمُقَاوَمَةَ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِيْنَ جَمَاعَةٌ إِرْهَابِيَّةٌ ، تَنْتَسِبُ إِلَى حِزْبٍ إِرْهَابِيٍّ ، هُوَ حِزْبُ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِيْنَ ؛ فَعَلَيْهِ لَا يَجُوْزُ مُنَاصَرَتُهُمْ ، وَلَا إِعَانَتُهُمْ .
إِنْ كَانَ الْوَاقِعُ كَمَا ذُكِرَ فِيْ هَذِهِ الشُّبْهَةِ ؛ فَأَقُوْلُ مُجِيْبًا :
1] أَلَيْسَ هَؤُلَاءِ الْمُقَاوِمُوْنَ مُسْلِمِيْنَ ، وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ الدِّفَاعُ عَنْ أَخِيْهِ الْمُسْلِمِ ؛ فَـ : “لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يُسْلِمُهُ”[1]؟!
وَأَلَيْسَ عَدُوُّهُمُ الْمُتَرَبِّصُ الْيَهُوْدَ ؛ الَّذِيْنَ جَمَعُوْا الْخُبْثَ ، وَالْعَدَاوَةَ مِنْ جَمِيْعِ أَطْرَافِهَا ؛ كَمَا قَالَ اللهُ عنْهُمْ : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة:82] ؟!
وَأَلَيْسُوْا مَظْلُوْمِيْنَ ، وَالْوَاجِبُ نَصْرُ الْمَظْلُوْمِ وَلَوْ كَانَ كَافِرًا ، فَكَيْفَ بِالْمُسْلِمِ ؟! فَقَدْ :
قَالَ تَعَالَى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2] ،
وَقَالَ الرَّسُوْلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ مَظْلُومًا” ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : “تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ”[2].
2] ثُمَّ إِنَّ الْبِدَعَ الَّتِي هُمْ وَاقِعِوْنَ فِيْهَا لَيْسَتْ مُـخْرِجَةً عَنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ ؛ كَبِدْعَةِ الرَّفْضِ ، أَوِ التَّجَهُّمِ ، بَلْ هِيَ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ ؛
يَقُوْلُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ : “فَإِذَا تَعَذَّرَ إقَامَةُ الْوَاجِبَاتِ مِنْ الْعِلْمِ ، وَالْجِهَادِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ إلَّا بِمَنْ فِيهِ بِدْعَةٌ ؛ مَضَرَّتُهَا دُونَ مَضَرَّةِ تَرْكِ ذَلِكَ الْوَاجِبِ كَانَ تَحْصِيلُ مَصْلَحَةِ الْوَاجِبِ مَعَ مَفْسَدَةٍ مَرْجُوحَةٍ مَعَهُ خَيْرًا مِنْ الْعَكْسِ … ، وَدِينُ اللَّهِ وَسَطٌ بَيْنَ الْغَالِي فِيهِ ، وَالْجَافِي عَنْهُ”[3]، وَأَمَّا الرَّافِضَةُ -وَمَنْ نَحَا نَحْوُهُمْ ؛ مِنَ النُّصَيْرِيَّةِ ، وَأَشْبَاهَهُمْ مِنَ الرَّافِضَةِ الْمُشْرِكَةِ- فَلَا يُرْتَـجَى مِنْهُمْ نَصْرٌ ، وَلَا إِعَانَةٌ ؛ بَلْ بِالْعَكْسِ[4]،
وَيَقُوْلُ اِبْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ -فِيْ ذِكْرِ بَعْضِ فَوَائِدِ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَّةِ- : “وَمِنْهَا : أَنَّ الْمُشْرِكِينَ ، وَأَهْلَ الْبِدَعِ ، وَالْفُجُورِ ، وَالْبُغَاةِ ، وَالظَّلَمَةِ إِذَا طَلَبُوا أَمْرًا يُعَظِّمُونَ فِيهِ حُرْمَةً مِنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى أُجِيبُوا إِلَيْهِ ، وَأُعْطُوهُ ، وَأُعِينُوا عَلَيْهِ ، وَإِنْ مَنَعُوْا غَيْرَهُ ؛ فَيُعَاوَنُونَ عَلَى مَا فِيهِ تَعْظِيمُ حُرُمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، لَا عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَبَغْيِهِمْ ، وَيُمْنَعُونَ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ ، فَكُلُّ مَنِ الْتَمَسَ الْمُعَاوَنَةَ عَلَى مَحْبُوبٍ لِلَّهِ تَعَالَى ، مُرْضٍ لَهُ أُجِيبَ إِلَى ذَلِكَ ؛ كَائِنًا مَنْ كَانَ ، مَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى إِعَانَتِهِ عَلَى ذَلِكَ الْمَحْبُوبِ مَبْغُوضٌ لِلَّهِ أَعْظَمُ مِنْهُ ، وَهَذَا مِنْ أَدَقِّ الْمَوَاضِعِ ، وَأَصْعَبِهَا ، وَأَشَقِّهَا عَلَى النُّفُوسِ”[5].
3] ثُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدِيْنَ يُدَافِعُوْنَ عَـنْ بَيْـتِ الْمَقْدِسِ -وَأَكْنَافِهِ- ؛ الْـمُحْتَلِّ مِنْ قِبَلِ الصَّهَايِنَةِ ؛ الطُّغَاةِ ، الْبُغَاةِ ، وَلَا يُوْجَدُ أَحَدٌ -الْآنَ- يُدَافِعُ عَنْ مُقَدَّسَاتِنَا السَّلِيْبَةِ فِيْ فِلَسْطِيْنَ إِلَّا هُمْ ؛ فَدِفَاعُهُمْ شَرْعِيٌّ ، وَجِهَادُهُمْ وَاجِبٌ عَيْنِيٌّ ؛ “فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِيْ يُفْسِدُ الدِّيْنَ ، وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيْمَانِ مِنْ دَفْعِهِ”[6]،
4] ثُمَّ إِنَّ جِهَادَهُمْ هَذَا -فِيْمَا نَحْسَبُهُمْ- لَيْسِ عَنْ حِزْبِهِمُ الْمُبْتَدَعِ ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَرْضِهِمْ الَّتِي وَرَّثَهُمْ اللهُ إِيَّاهَا -كَيْفَ وَفِيْهَا الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى- فَمَا يَفْعَلُوْنَهُ مِنْ جِهَادٍ ، أَوْ دِفَاعٍ لَهُ أُصُوْلُهُ فِيْ الشَّرْعِ ؛ فَلَنْ يَسْتَطِيْعَ أَحَدٌ إِنْكَارَهُ ، أَوْ إِهْمَالَهُ ، بَلْ يُعْتَبَرُ الْمُدَافِعُ عَنْ أَرْضِهِ مِنْهُمْ شَهِيْدًا -إِنْ شَاءَ اللهُ- ؛ لَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ”[7][8].
5] ثُمَّ إِنْ حَقِيْقَةَ دِفَاعِهِمْ هَذَا لَيْسَ عَنْ أَرْضِهِمْ فَحَسْبُ ؛ بَلْ هُوَ عَنْ جَمِيْعِ الْبِلَادِ السُّنِيَّةِ ، الَّتِي تَقَعُ عَلَى حُدُوْدِهِمْ ، أَوْ هِيَ قَرِيْبَةٍ مِنْهُمْ ، وَالَّتِي يُرِيْدُ الصَّهَايِنَةُ الْيَهُوْدُ -عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهُ- أَنْ يَحْتَلُّوْهَا ، فَإِنَّ مَشْرُوْعَ الصَّهَايِنَةِ التَّوَسُعِيَّ -كَمَا هُوَ مُعْلَنٌ- يَـمْتَدُّ مِنْ النِّيْلِ إِلَى الْفُرَاتِ ، وَأَطْمَاعُهُمْ ، وَأَحْلَامُهُمْ تَتَّجِـُه إِلَى خَيْبَرَ ؛ التَّابِعَةِ لِلْمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ ، عَلَى صَاحِبِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ ، فَلَوْ تَخَاذَلَ هَؤُلَاءِ الْمُجَاهِدُوْنَ عَنِ الْجِهَادِ لَوَصَلَ الصَّهَايِنَةُ -بِمُبَارَكَةٍ عَالَمِيَّةٍ- إِلَى بِلَادِنَا السُّنِيَّةِ ، لَا بَلَّغُهُمْ اللهُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ تَسَلُّطِ الْأَعْدَاءِ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِيْنَ هُوَ تَفَرُّقُ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَخَوَرُهُمْ ، وَتَرْكُهُمُ الْجِهَادَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ ، وَمُقَارَعَةَ الْأَعْدَاءِ .
6] ثُمَّ إِنَّ أَحْكَامَ التَّعَامُلِ مَعَ الْمُبْتَدِعَةِ تَخْتَلِفُ فِيْ السِّلْمِ عَنْهَا فِيْ الْحَرْبِ ، فَكُلٌّ لَهُ حُكْمُهُ ، وَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْفِقْهِ السَّلَفِيِّ فِيْ ذَلِكَ ، وَفَهْمِهِ ، وَمِنْ ذَلِكَ : النَّقْدُ الْعَلَنِيُّ ، وَإِظْهَارُ أَخْطَاءِ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْمَلَأِ ؛ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يَفُتُّ فِيْ عَضِدِهِمْ أَمَامَ عَدُوِّهِمْ ، وَالنُّصْحُ -فِيْ هَذَا الْمَقَامِ- يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ فِيْ السِّرِّ ، بِمَا يَحْفَظُ عَلَيْهِمْ قُوَّتَهُمْ ، وَلَا يُظْهِرُ الشَّمَاتَةَ عَلَيْهِمْ مِنْ قِبَلِ أَعْدَائِهِمْ[9].
7] وَإِنْ أَبْرَزَ مَا انْتُقِدَ عَلَى هَؤُلَاءِ اَلْمُجَاهِدِينَ هُوَ تَعَاوُنُـهُمْ مَعَ اَلرَّافِضَةِ اَلْمُشْرِكِينَ !! لَكِنَّهُمْ -مًجِيْبِيْنَ عَلَى هَذَا النَّقْدِ- يَقُولُونَ : اَلِاسْتِعَانَةُ بِالْمُشْرِكِينَ -فِيْ بَعْضِ اَلْأَحْوَالِ- جَائِزَةٌ[10]، وَفِعْلُنَا -فِي هَذِهِ اَلِاسْتِعَانَةِ- لِلضَّرُورَةِ اَلْقُصْوَى ؛ كَضَرُوْرَةِ الْأَكْلِ مِنَ الْمَيْتَةِ ، وَلَوْلَا اَلضَّرُورَةُ لَمَا فَعَلْنَا[11]، وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ كَيْفَ تَخَلَّى عَنَّا اَلْقَرِيبُ ، وَالْبَعِيدُ ، فَإِنَّا نَخَافُ عَلَى دِينِنَا ، وَأَرْضِنَا ، وَأَعْرَاضِنَا مِنْ أَنْ تُسْتَبَاحَ ، وَتُنْتَهَكَ ، وَإِنَّا قَدْ اِسْتَعَنَّا بِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَمِنَّا مَكْرَهُمْ ؛ هَكَذَا يَقُولُونَ ، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَنا ، وَإِيَّاهُمْ مِنْ مَكْرِ الرَّافِضَةِ ، وَخُبْثِهِمْ[12].
8] ثُمَّ إِنَّ مِنْ اَلْعَجَائِبِ اَلَّتِي وُجِدَتْ عِنْدَ بَعْضِ اَلنَّاسِ أَنَّهُمْ صَبُّوْا جَامَ غَضَبِهِمْ عَلَى هَذَا اَلْفَصِيْلِ اَلْمُبْتَدِعِ ، وَنَسُوْا اَلْمُعْتَدِينَ اَلْأَصْلِيِّينَ ، أَوْ خَفَّفُوْا مِنْ نَقْدِهِمْ ، أَوْ هَوَّنُوْا مِنْ أَعْمَالِهِمْ اَلْبَشِعَةِ ؛ فِـيْ قَتْلِهِمُ اَلْأَطْفَالَ ، وَالنِّسَاءَ ، وَالشُّيُوخَ ، بَــلْ إِنَّ بَعْــضَ اَلْمَخْــذُوْلِيْنَ بَــرَّرَ فِعْلَتَـهُمْ ، وَقَالَ : هُوَ دِفَاعٌ مَشْرُوعٌ ، وَسَبَبُ هَذَا كُلِّهُ : اَلْجَهَالَةُ فِيْ اَلدِّينِ ، أَوْ حِقْدٌ فِيْ اَلْقُلُوبِ دَفِينٌ .
9] ثُمَّ إِنَّ مَا نَتَحَدَّثُ فِيْهِ -هُنَا- دَاخِلٌ فِيْ مَسْأَلَةِ : “الْوَلَاءِ ، وَالْبَرَاءِ” ، وَمُظَاهَرَةُ الْكَافِرِ عَلَى الْمُسْلِمِ كُفْرٌ بِاللهِ[13]، فَحَذَارِ ، حَذَارِ أَيُّهَا الْمُتَعَجِّلُوْنَ !! فَقَدْ تَدْخُلُوْنَ -بِتَخْطِئَتِكُمْ الْمُقَاوِمِيْنَ ، وتَبْرِيْرِكُمْ أَفْعَالَ الْأَعْدَاءِ فِيْ شَأْنِ الْجِهَادِ ، وَالْمُجَاهِدِيْنَ- فِيْ حُكْمِ الْمُظَاهِرِيْنَ لِلْكَافِرِيْنَ ، فَتَكُوْنُوْا مِنَ الْهَالِكِيْنَ .
10] إِنَّ اِنْسِيَاقَنَا لِهَذِهِ الشُّبْهَةِ سُقُوْطٌ فِيْ الْفَخِّ الَّذِي نَصَبَهُ لَنَا أَعْدَاؤُنَا الصَّلِيْبِيُّوْنَ ؛ فَانْظُرُوْا كَيْفَ جَرَّمُوْا الْمُدَافِعِيْنَ عَنْ أَرْضِهِمْ ، وَعَدَّوْهُ -فِيْ مَجَالِسِهِمُ الْأُمَمِيَّةِ- مِنَ الْأَحْزَابِ الْإِرْهَابِيَّةِ ، وَفِيْ الْمُقَابِلِ بَرَّرُوْا لِلْمُحْتَلِّ الْمُغْتَصِبِ ، وَجَعَلُوْا مَا يَفْعَلُهُ مِنْ جَرَائِمَ حَقًا لَهُ قَانُوْنِيًّا ، بَلْ أَمَرُوْا الْحُكُوْمَاتِ الْعَرَبِيَّةَ أَنْ تُطَبِّعَ مَعَهُ ، فَإِلَى اللهِ الْمَفْزَعُ ، وَالْمُشْتَكَى .
نَكْتَفِي بِهَذَا ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ فِقَرَاتِ هَذَا الرَّدِّ كَافِيَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- فِيْ الْجَوَابِ عَلَى هَذِهِ الشُّبْهَةِ ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ ، وَالْمُعِيْنُ ، وَهُوَ الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيْلِ .
يَتْبَعُ …
([4]) يَقُوْلُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ : “هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بالْنُصَيْرِيَّة هُمْ ، وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ ، وَالنَّصَارَى ؛ بَلْ ، وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، وَضَرَرُهُمْ عَلَى أُمَّةِ مُحـَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ ؛ مِثْلَ كُفَّارِ التَّتَارِ، وَالْفَرَنْجِ ، وَغَيْرِهِمْ … ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ ، وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ ؛ فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ ، وَانْقِهَارُ النَّصَارَى ؛ بَلْ وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ”[مجموع الفتاوى (35/149-151) .
([9]) قال بعض السلف : ” مَنْ وعظ أخاه فيما بينه ، وبينَه فهي نصيحة ، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبخه”[جامع العلوم والحكم ، ص : (1/225)] .