نَصَائِحُ مُرْسَلَةٌ … إِلَى مَنْ حَادَ عَنْ الصِرَاطِ ، أوْ جَانَبَ الصَّوَابَ .
نَصَائِحُ ، وَإِرْشَادَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ ، مُوَجَّهَةٌ إِلَى أَصْحَابِ الْمُخَالَفَاتِ الْجَلِيَّةِ ؛ عَقَدِيَّةً كَانَتْ ، أَوْ فِقْهِيَّةً ، أَوْ اِجْتِمَاعِيَّةً ، أَوْ أَخْلاقِيَّةً ، أَوْ … ، نُنَاصِحُ ، وَنَرُدُّ ، نُنْكِرُ ، وَنُذَكِّرُ ، نُحَاوِرُ ، وَنُنَاقِشُ ، نَتَدَارَسُ ، وَنُدَارِسُ ؛ اللَّهُمَّ اِهْدِنَا ، وَسَدِّدْنَا .
الحلقة (11)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
“إِلَى مَنِ اِلْتَبَسَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ”.
فِيْ النَّوَازِلِ الَّتِي تَعْصِفُ بِالْأُمَّةِ ، كَالَّذِي يَحْدُثُ -الْآنَ- فِيْ غَزَّةَ ، فَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ يُرِيْدُ نَجَاتَهُ -حَتَّى تَنْكَشِفَ الْغُمَّةُ- :
1] أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْهَوَى الْمُضِلِّ ؛ قَلِيْلِهِ ، وَكَثِيْرِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِيْنَ}[القصص:50] ،
وَمِنَ الْهَوَى الْمُضِلِّ : التَّقْلِيْدُ الْأَعْمَى لِأَئِمَّةٍ مُضِلِّيْنَ ، وَعُلَمَاءِ سُوْءٍ مُخَذِّلِيْنَ ، قَدْ جَانَبُوْا الصِّدْقَ ، وَتَنَكَّبُوْا الْقِسْطَ ، وَصَدُّوْا الْخَلْقَ عَنِ اِتِّبَاعِ الْحَقِّ .
2] وَأَنْ يَرْجِعَ -فِيْمَا اُخْتُلِفَ فِيْهِ- إِلَى الْأَصْلَيْنِ الْمُشَرَّفَيْنِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[النساء:59] ،
فَيَعْمَلَ بِمَا جَاءَ فِيْهِمَا ، بِعَقْلٍ رَجِيْحٍ ، وَفَهْمٍ صَحِيْحٍ ، وَسُؤَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ الرَّبَّانِيِّيْنَ ؛ الْقَوَّالِيْنَ بِالصِّدْقِ ، وَالصَّدَّاعِيْنَ بِالْـحَقِّ ، وَالْمُوْفِيْنَ بِالْعَهْدِ ، وَالثَّابِتِيْنَ عِنْدَ التَّنَازُعِ ، وَالْبَيْنِ ، لَا يَخَافُوْنَ فِيْ اللهِ تَعَالَى لَوْمَ اللَّائِمِيْنَ ، وَلَا مَكْرَ الْمَاكِرِيْنَ ، وَلَا إِرْجَافَ الْمُرْجِفِيْنَ .
3] وَأَنْ يَهْرَعَ إِلَى اللهِ ؛ مُنْطَرِحًا بَيْنَ يَدِيْهِ ؛ يَدْعُـوْهُ ؛ طَالِبًا مِنْـهُ أَنْ يَهْـدِيَهُ سَـوَاءَ السَّـبِـيْـلِ ، وَأَنْ يُجَنِّبَهُ صِرَاطَ الْغَاوِيْنَ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {اهْدِنَــــا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِيْنَ أَنعَمْتَ عَلَيْهِمْ*غَيْرِ الْمَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّيْنَ”[الفاتحة:5-7]
اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا ، وَارْزُقْنَا اِتِّبَاعَهُ ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بِاطِلًا ، وَارْزُقْنَا اِجْتِنَابَهُ ، وَلَا تَجْعَلُهُ مُلْتَبِسًا عَلَيْنَا فَنَضِلَّ ،
اللَّهُمَّ اُنْصُرْ عِبَادَكَ الْمُجَاهِدِيْنَ فِيْ غَزَّةَ -وَسِائِرَ فِلَسْطِيْنَ- عَلَى الْيَهُوْدِ الصَّهَايِنَةِ الْمُعْتَدِيْنَ ، وَأَعْوَانِهِمْ ؛ مِنَ الْكَفَرَةِ ، وَالْمُنَافِقِيْنَ ،
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الْأَمِيْنِ ، وَآلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ ، وَالتَّابِعِيْنَ .