نَصَائِحُ مُرْسَلَةٌ … إِلَى مَنْ حَادَ عَنْ الصِرَاطِ ، أوْ جَانَبَ الصَّوَابَ .
نَصَائِحُ ، وَإِرْشَادَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ ، مُوَجَّهَةٌ إِلَى أَصْحَابِ الْمُخَالَفَاتِ الْجَلِيَّةِ ؛ عَقَدِيَّةً كَانَتْ ، أَوْ فِقْهِيَّةً ، أَوْ اِجْتِمَاعِيَّةً ، أَوْ أَخْلاقِيَّةً ، أَوْ … ، نُنَاصِحُ ، وَنَرُدُّ ، نُنْكِرُ ، وَنُذَكِّرُ ، نُحَاوِرُ ، وَنُنَاقِشُ ، نَتَدَارَسُ ، وَنُدَارِسُ ؛ اللَّهُمَّ اِهْدِنَا ، وَسَدِّدْنَا .
الحلقة (9)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :
“جَوَابُ السَّائِلِيْنَ : مَتَى تَتَحَقَّقُ الْعِزَّةُ لِلْمُسْلِمِيْنَ ؟”.
الْعِزَّةُ تَكْمُنُ فِيْ شَيْئَيْنِ اِثْنَيْنِ ، فَمَتَى تَحَقَّقَا فَقَدْ تَحَقَّقَتْ لَهُمُ الْعِزَّةُ ، وَإِلَّا فَلَا ، فِيْ :
1] الْإِسْلَامِ ؛ إِقَامَةً ، وَثَبَاتًا إِلَى الْمَمَاتِ ،
2] والْجِهَادِ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ ؛ صَبْرًا ، وَمُصَابَرَةً ؛ إِلَى تَحَقُّقِ النَّصْرِ ، أَوِ الْاِسْتِشْهَادِ ،
أَمَّا مَا يُرَى فِيْ حَالِ الْمُسْلِمِيْنَ -الْيَوْمَ- مِنْ تَفْرِيْطِهِمْ فِيْ أَوَامِرِ اللهِ ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، وَمُصْطَفَاهُ ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْكُفَّارَ مِنْ دُوْنِ اللهِ ، وَالْمُؤْمِنِيْنَ أَوْلِيَاءَ ، وَالرُّكُوْنِ إِلَى الدُّنْيَا ، وَاللَّهَثِ وَرَاءَ شَهَوَاتِهَا ، وَتَرْكِ الْجِهَادِ ؛ فَإِنَّهُ طَرِيْقٌ يُمَهِّدُوْنَهُ لِعَدُوِّهِمُ الْغَاشِمِ لِإِذْلَالِهِمْ ، وَاحْتِلَالِ بِلَادِهِمْ ، فَاقْرَؤُوْا التَّارِيْخَ فِفِيْهِ الْعِبَرُ !!
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَتَبَعْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ مِنْ رِقَابِكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ”[1]،
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي ، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ ، وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”[2]،
ومن الجهاد جِهَادُ الْكَلِمَةِ ؛ بِالْقَلَمِ ، وَاللِّسَانِ ، كَمَا قَالَ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ : “جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ ، وَأَنْفُسِكُمْ ، وَأَلْسِنَتِكُمْ”[3].
وَإِذَا تَعَذَّرَ الْجِهَادُ بِالنَّفْسِ -فِيْ بَعْضِ الْأَزْمِنَةِ- لِضَعْفِ الْمُسْلِمِيْنَ ، فَلَا أَقَلَّ مِنْ إِعْدَادِ أَبْنَائِهِ لَهُ ؛ إِعْدَادًا مُتَكَامِلًا ، وَيَأْتِي فِيْ مُقَدِّمَةِ ذَلِكَ الْإِعْدَادِ : اِلْتِزَامُ شَرْعِ اللهِ ، وَإِخْلَاصُ الْعَمَلِ ، وَالْكَفُّ عَنْ الْمَعَاصِي ، وَالْمُجَاهَرَةِ بِالْمُنْكَرِ ،
تَمَّ الْجَوَابُ بِإِيْجَازٍ ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْعَمَلُ ، وَالْإِقْدَامُ .
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَعِزَّ الْمُسْلِمِيْنَ بِدِيْنِهِ ، وَأَنْ يُهَيِّءَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ رَشَدًا ، وَأَنْ يُوَلِّيَ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ ، وَصُلَحَاءَهُمْ ، وَيُجَنِّبَهُمْ شِرَارَهُمْ ، وَفُسَّاقَهُمْ ،
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَسَلِّمْ .