القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، الحلقة (60) -الجزء الثاني-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (60)

-الجزء الثاني-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

سُنَنُ اللهِ الَّتِيْ لَا تَتَبَدَّلُ ، وَلَا تَتَحَوَّلُ

(1)

سُنَّةُ الْإِمْهَالِ وَالْإِمْلَاءِ .

 فَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ أَنَّهُ يُمْهِلُهُمْ وَيُمْلِي لَهُمْ ، وَلَا يُبَادِرُهُمْ بِالْأَخْذِ وَالْعَذَابِ عِنْدَ اِرْتِكَابِهِمْ الْخَطَايَا وَالسِّيِّئَاتِ ؛ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُوْنَ ، وَيَؤُوْبُوْنَ ، فَيَرْحَمَهُمْ -إِنْ تَابُوْا- بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوْبِ ، فَهُوَ رَبِّي -جَلَّ وَعَلَا ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حَلِيْمٌ بِالْعِبَادِ ، “وَسِعَ حِلْمُهُ أَهْلَ الْكُفْرِ ، وَالْفُسُوْقِ ، وَالْعِصْيَانِ ، وَمَنَعَ عُقُوْبَتَهُ أَنْ تَحِلَّ بِأَهْلِ الظُّلْمِ عَاجِلًا ، فُهُوَ يُمْهِلُهُمْ لِيَتُوْبُوْا”[1]، فَيَتُوْبَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُوْنُوْا مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنْيِنَ ،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (60)-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (60)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

سُنَنُ اللهِ الَّتِيْ لَا تَتَبَدَّلُ ، وَلَا تَتَحَوَّلُ ،

{فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر:43]

وَسُنَّتُهُ -جَلَّ وَعَلَا- عَادَتُهُ الَّتِيْ يُسَوِّي فِيْهَا بَيْنَ الشَّيْءِ وَبَيْنَ نَظِيْرِهِ الْمَاضِي[1]،

تَظْهَرُ جَلِيَّةً فِيْ الْوَقَائِعِ الْمَشْهُوْدَةِ الْمَعْلُوْمَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِيْ الْأَقْوَامِ الْبَائِدَةِ مَعَ أَنْبِيَائِهِمْ ، أَنْجَى اللهُ فِيْهَا الْمُؤْمِنِيْنَ الصَّادِقِيْنَ ، وَأَهْلَكَ الْعُتَاةَ الْمُتَجَبِّرِيْنَ ،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (59)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

{إِنَّهُمْ كَانُوْا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِيْنَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}

[الواقعة:45-46] .

“قَدْ أَلْهَتْهُمْ دُنْيَاهُمْ ، وَعَمِلُوْا لَهَا ، وَتَنَعَّمُوْا ، وَتَمَتَّعُوْا بِهَا ، فَأَلْهَاهُمُ الْأَمَلُ عَنْ إِحْسَانِ الْعَمَلِ … ، يَفْعَلُوْنَ الذُّنُوْبَ الْكِبَارَ ، وَلَا يَتُوْبُوْنَ مِنْهَا ، وَلَا يَنْدَمُوْنَ عَلَيْهَا”[1]،

خَرَجُوْا مِنْ بُيُوْتِهِمْ كَالْكِلَابِ الْمَسْعُوْرَةِ يَلْهَثُوْنَ ، وَعَنْ لَذَائِذِ الدُّنْيَا الْمُحَرَّمَةِ يَبْحَثُوْنَ ، وَإِلَى مَكَانِهَا -إِذَا وَجَدُوْهَا- يَتَنَادَوْنَ ، …

فَلَمَّا جَاؤُوْهَا حُشِرُوْا كَالْبَهَائِمِ فِيْ مَحْشَرٍ كَبِيْرٍ ؛ فَهُمْ فِيْهِ يُوْزَعُوْنَ ، وإِلَى مَا تُلْقِيْهِ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِيْنُ يَأْنَسُوْنَ وَيَطْرَبُوْنَ .

ظَنُّوْا أَنَّهُمْ بِفِعْلَتِهِمْ النَّكْرَاءِ -هَذِهِ- قَدْ بَلَغُوْا مَبْلَغًا مِنَ النَّشْوَةِ ، وَالسُّرُوْرِ ، وَالْحُبُوْرِ ، وَمَا دَرَوْا أَنَّهُمْ بِغَضَبِ اللهِ ، وَسُخْطِهِ ، وَعِقَابِهِ مُتَوَعَّدُوْنَ ،

وَيَا عَجَبًا ،

لَوْ صَحَّتِ الْعُقُولُ لَعَلِمَتْ أَنَّ طَرِيقَ تَحْصِيلِ اللَّذَّةِ ، وَالْفَرْحَةِ ، وَالسُّرُورِ ، وَطِيبِ الْعَيْشِ إِنَّمَا هُوَ فِي رِضَاءِ مَنِ النَّعِيمُ كُلُّهُ فِي رِضَاهُ ، وَالْأَلَمُ وَالْعَذَابُ كُلُّهُ فِي سُخْطِهِ ، وَغَضَبِهِ ، فَفِي رِضَاهُ : قُرَّةُ الْعُيُونِ ، وَسُرُورُ النُّفُوسِ ، وَحَيَاةُ الْقُلُوبِ ، وَلَذَّةُ الْأَرْوَاحِ ، وَطِيبُ الْحَيَاةِ ، وَلَذَّةُ الْعَيْشِ ، وَأَطْيَبُ النَّعِيمِ ، وَمِمَّا لَوْ وُزِنَ مِنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ بِنَعِيمِ الدُّنْيَا لَمْ يَفِ بِهِ …

فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَنْقَصَ عَقْلَ مَنْ بَاعَ الدُّرَّ بِالْبَعْرِ ، وَالْمِسْكَ بِالرَّجِيعِ ، وَمُرَافَقَةَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ بِمُرَافَقَةِ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَلَعَنَهُمْ ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ، وَسَاءَتْ مَصِيرًا”[2].

اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ،

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنَا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُوْنِيْنَ ،

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَالتَّابِعِيْنَ .



([1]) تفسير الكريم الرحمن ؛ للسعدي ، ص : (834) .

([2]) الجواب الكافي ؛ لابن القيم ، ص : (82) .

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (58)-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (58)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

فَتْوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْإِفْتَاءِ فِيْ حُكْمِ إِقَامَةِ الْمَهْرَجَانَاتِ الْغِنَائِيَّةِ .

[رقم الفتوى : (20856) ، صادرة في : (15/ 3/1420ه)]

سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْبُحُوْثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْإِفْتَاءِ عَنْ :

حُكْمِ إِقَامَةِ الْمَهْرَجَانَاتِ وَالْحَفَلَاتِ الَّتِيْ تَتَضَمَّنُ اللَّهْوَ ، وَالْغِنَاءَ ، وَالطَّرَبَ ، وَدَعْوَةَ الْمُغَنِّيْنَ ، وَالْمُغَنِّيَاتِ ، وَالشُّعَرَاءِ ، وَالْمُمَثِّلِيْنَ ، وَإِنْفَاقَ الْأَمْوَالِ الطَّائِلَةِ فِيْ ذَلِكَ ، وَإِلْهَاءَ النَّاسِ عَمَّا يَنْفَعُهُمْ فِيْ دِيْنِهِمْ ، وَدُنْيَاهُمْ ، وَعَنْ حُكْمِ حُضُوْرِ هَذِهِ الْاِحْتِفَالَاتِ ، وَالْمَهْرَجَانَاتِ ، وَمُشَاهَدَتِهَا ؟

وَبَعْدَ دِرَاسَةِ اللَّجْنَةِ لِلْاِسْتِفْتَاءِ أَجَابَتْ بِأَنَّهُ :

يَحْرُمُ عَلَى الْمُسْلِمِ إِقَامَةُ حَفَلَاتٍ ، أَوْ مَهْرَجَانَاتٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى أُمُوْرٍ مُنْكَرَةٍ ؛ كَالْغِنَاءِ ، وَالْمُوْسِيْقَى ، وَاخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ، وَإِحْضَارِ السَّحَرَةِ وَالْمُشَعْوِذِيْنَ ؛ لِلْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الْكَثِيْرَةِ الدَّالَّةِ عَلَى تَحْرِيْمِ هَذِهِ الْأُمُوْرِ ، وَأَنَّهَا مِنْ أَسْبَابِ الْوُقُوْعِ فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْفُجُوْرِ ، وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ أَحَبَّ شُيُوْعَ الْفَاحِشَةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِيْنَ ، وَدَعَا إِلَى ذَلِكَ وَأَعَانَ عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ الْأَلِيْمِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : {إِنَّ الَّذِيْنَ يُحِبُّوْنَ أَنْ تَشِيْعَ الْفَاحِشَةَ فِي الَّذِيْنَ آمَنُوْا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[النور:19]،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ،الحلقة (56)-الجزء الثالث-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (56)

-الجزء الثالث-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِصْلَاحٌ لِمَنْ يُرِيْدُ الْإِصْلَاحَ”.

(3)

سَنُتَابِعُ فِيْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- الْكِتَابَةَ فِيْ بَقِيَّةِ الْخُطُوَاتِ الْإِصْلَاحِيَّةِ -وَالَّتِيْ كُنَّا قَدْ بَدَأْنَاهَا فِيْ الْحَلْقَةِ السَّابِقَةِ بِـ”الْخُطْوَةِ الْأُوْلَى” ، وَالَّتِيْ كَانَ عُنْوَانُهَا : “حِفْظُ الْحِمَى”- فَنَقُوْلُ -سَائِلِيْنَ اللهَ التَّوْفِيْقَ وَالْهُدَى- :

الْخُطْوَةُ الثَّانِيَةُ : “دَوَامُ الْعَمَلِ” .

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (56)-الجزء الثاني-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (56)

-الجزء الثاني-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِصْلَاحٌ لِمَنْ يُرِيْدُ الْإِصْلَاحَ”.

(2)

هَذِهِ الْحَلَقَةُ سَوْفَ أُخَصِّصُهَا لِمَنْ وَعَدْتُ بِتَوْجِيْهِ خُطَّةِ الْإِصْلَاحِ الْمَقْصُوْدَةِ إِلَيْهِ ، وَهُمْ أَصْحَابُ الْفِئَةِ الْأُوْلَى الْمُشَارِ إِلَيْهَا فِيْ الْحَلْقَةِ السَّابِقَةِ بِأَنَّهُمْ : “الْفِئَةُ السَّالِمَةُ مِنْ أَيِّ مُنْكَرَاتٍ ظَاهِرَةٍ ؛ وَهُمُ الْآبَاءُ الصَّالِحُوْنَ ؛ أُوَجِّهُهَا لَهُمْ لَيُقَوُّوْا بِهَا حِمَاهُمْ ، وَيُؤَمِّنُوْا جُدُرَهُمْ وَأَسْوَارَهُمْ مِنْ أَنْ يَخْتِرِقَهَا الْمُنَافِقُوْنَ الْمُخَاتِلُوْنَ” ؛ لِبَثِّ مُنْكَرَاتِهِمْ ، وَإِشَاعَتِهَا بَيْنَ أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ ،

وَقَبْلَ الشُّرُوْعِ فِيْ ذِكْرِ الخُطَّةِ الْإِصْلَاحِيَّةِ أَوَدُّ أَنْ أُذَكِّرَ بِقَوَاعِدَ عَشَرَةٍ ، مُفِيْدَةٍ -إِنْ شَاءَ اللهُ- لِكُلِّ مُرِيْدٍ لِلْإِصْلَاحِ ، رَجُلًا -كَانَ الْمُصْلِحُ- أَوِ اِمْرَأَةً ، وَهَا هِيَ أَمَامَ نَاظِرَيْكُمْ مُرَتَّبَةٌ ،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ-الحلقة (57)-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (57)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

بَيَانٌ مِنْ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ ؛ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَازٍ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ ،

فِيْ :

وُجُوْبِ نُصْرَةِ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ فِيْ جَمِيْعِ أَقْطَارِ الْأَرْضِ .

قَالَ رَحِمَهُ اللهُ فِيْ هَذَا الْبَيَانِ :

“فَقَدِ اِقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَبْتَلِيَ عِبَادَهُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالصِّحَّةِ وَالْمَرَضِ وَالْفَقْرِ وَالْغِنَى وَالْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ ، لِيَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُوْنَ ، وَهَلْ يَكُوْنُوْنَ مُطِيْعِيْنَ لَهُ فِيْ حَالِ الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ ، قَائِمِيْنَ بِحُقُوْقِهِ سُبْحَانَهُ فِيْ كُلِّ الْأَوْقَاتِ وَالْأَحْوَالِ ،

قَالَ تَعَالَى : {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء:35] ،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ-الحلقة (56)-الجزء الأول-

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (56)

-الجزء الأول-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“إِصْلَاحٌ لِمَنْ يُرِيْدُ الْإِصْلَاحَ”.

وَهُوَ : صَاحِبُ الْقَلْبِ الْحَيِّ ، الْمُسْتَنِيْرُ بِنُوْرِ الْإِيْمَانِ ، الذَّاكِرُ ، الْخَاشِعُ ، الْمُنِيْبُ ، الْمُخْبِتُ ، الرَّاضِيْ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِيْنًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، صَاحِبُ الْهِمَةِ الْعَالِيَةِ ، وَالنَّفْسِ الْكَبِيْرَةِ ،

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (55)

لتحميل المقال بصيغة PDF

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ”

(1)

وَمِنَ الْبِدْعِ الدَّوْرِيَّةِ الَّتِيْ تَحْدُثُ كُلَّ عَامٍ : الْأَعْيَادُ الْمُخْتَرَعَةُ ؛ كَـ: “عِيْدِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ” ، وَ”عَيْدِ الْمِيْلَادِ” ، وَ”عِيْدِ الْيَوْمِ الْوَطَنِيِّ” ، وَ”عِيْدِ الْأُمِّ” ، وَنَحْوِهَا مِنَ الْأَعْيَادِ ، وَهَذِهِ أَعْيَادٌ يَحْتَفِي وَيَحْتَفِلُ بِهَا كَثِيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ هَدَاهُمُ اللهُ ، وَهِيَ مُحْدَثَاتٌ مُحَرَّمَةٌ فِيْ الشَّرْعِ بَلَا شَكٍّ وَلَا رَيْبٍ ، وَجَاءَ حُكْمُ التَّحْرِيْمِ عَلَيْهَا لِأَمْرَيْنِ اِثْنَيْنِ -مُجْتَمِعَيْنِ ، أَوْ مُنْفَرِدَيْنِ-:

        أَوَّلُهُمَا : مِنْ حَيْثُ مُشَابَهَتُهَا لِلْأَعْيَادِ الْمَشْرُوْعَةِ ؛ حَيْثُ يُقْصَدُ تَعْظِيْمُهَا -فِيْ أَيَّامٍ مَعْلُوْمَةٍ- كُلَّ عَاٍم ، وَيُظْهَرُ لَهَا الْفَرَحُ وَالسُّرُوْرُ ، وَالتَّهْنِئَةُ بِقُدُوْمِهَا ، كَمَا يُفْعَلُ لِعِيْدَيْ الْمُسْلِمِيْنَ : الْفِطْرِ ، وَالْأَضْحَى ،

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»([1])، وَ”مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ”([2]).

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ”([3])،

زَادَ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ : “وكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ”([4]) .

 

     وَثَانِيْهُمَا : مِنْ حَيْثُ مُشَابَهَتُهَا لِأَعْيَادِ الْكُفَّارِ ، وَلَوْ لَمْ يَقْصِدْ فَاعِلُهَا أَصْلَ الْمُشَابَهَةِ ؛ لِأَنَّ الْمُشَابَهَةَ فِيْ الزِّيِّ الظَّاهِرِ تَدْعُوْ إِلَى الْمُوَافَقَةِ فِيْ الْهَدْيِّ الْبَاطِنِ ؛ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الشَرْعُ وَالْعَقْلُ وَالْحِسُّ”([5])،

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”([6])،

وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ : “وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

خُطَبٌ ، وَعُهُوْدٌ ، وَوَقَائِعُ ؛ فِيْ أَيَّامٍ مُتَعَدِّدَةٍ : مِثْلَ يَوْمٍ بَدْرٍ ، وُحُنَيْنٍ ، وَالْخَنْدَقِ ، وَفَتْحِ مَكَّةَ ، وَوَقْتِ هِجْرَتِهِ ، وَدُخُوْلِهِ الْمَدِيْنَةَ ،

وَخُطَبٌ لَهُ مُتَعَدِّدَةٌ يَذْكُرُ فِيْهَا قَوَاعِدَ الدِّيْنِ ، لَمْ يُوْجِبْ ذَلِكَ أَنْ يَتَّخِذَ أَمْثَالَ تِلْكَ الْأَيَّامِ أَعْيَادًا ،

وَإِنَّمَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا النَّصَارَى الَّذِيْنَ يَتَّخِذُوْنَ أَمْثَالَ أَيَّامِ حَوَادِثِ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْيَادًا ، أَوِ الْيَهُوْدُ ، وَإِنَّمَا الْعِيْدُ شَرِيْعَةٌ، فَمَا شَرَعَهُ اللهُ اُتُّبِعَ ، وَإِلَّا لَمْ يُحْدَثْ فِيْ الدِّيْنِ مَا لَيْسَ مِنْهُ”([7]).

 وَقَالَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ رَحِمَهُ اللهُ -فِيْ شَأْنِ الْعِيْدِ الْوَطَنِيِّ-: “فَإِنَّ تَخْصِيْصَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ بِخَصِيْصَةٍ دُوْنِ غَيْرِهِ مِنَ الْأَيَّامِ يَكُوْنُ بِهِ ذَلِكَ الْيَوْمُ عِيْدًا ، عَلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ بِدْعَةٌ فِيْ نَفْسِهِ وَمُحَرَّمٌ وَشَرْعُ دِيْنٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ … ،

وَتَعْيِيْنُ يَوْمٍ ثَالِثٍ مِنَ السَّنَةِ لِلْمُسْلِمِيْنَ فِيْهِ عِدَّةُ مَحَاذِيْرٍ شَرْعِيَّةٍ :

أَحَدُهَا : الْمُضَاهَاتُ بِذَلِكَ لِلْأَعْيَادِ الشَّرْعِيَّةِ .

الْمَحْذُوْرُ الثَّانِي : أَنَّهُ مُشَابَهَةٌ لِلْكُفَّارِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ فِيْ إِحْدَاثِ أَعْيَادٍ لَمْ تَكُنْ مَشْرُوْعَةً أَصْلًا …

الْمَحْذُوْرُ الْخَامِسُ : أَنَّ ذَلِكَ شَرْعُ دِيْنٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ ، فَإِنَّ جِنْسَ الْعِيْدِ الْأَصْلُ فِيْهِ أَنَّهُ عِبَادَةٌ وَقُرْبَةٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى ، مَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوْا لَهُمْ مِنَ الدَّيْنِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ}([8])،  

وَسُئِلَتْ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ بِرَئَاسَةِ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْأَعْيَادِ ، فَكَانَ جَوْابُهَا :

أَوَّلًا : الْعِيْدُ : اِسْمٌ لِمَا يَعُوْدُ مِنَ الْاِجْتِمَاعِ عَلَى وَجْهٍ مُعْتَادٍ ؛ إِمَّا بِعَوْدِ السَّنَةِ ، أَوِ الشَّهْرِ ، أَوِ الْأُسْبُوْعِ ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ ، فَالْعِيْدُ يَجْمَعُ أُمُوْرًا ،

مِنْهَا : يَوْمٌ عَائِدٌ ؛ كَيْوْمِ عِيْدِ الْفِطْرِ  ، وَيَوْمِ الْجُمْعَةِ ،

وَمِنْهَا : الِاْجِتْمَاعُ فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ،

وَمِنْهَا : الْأَعْمَالُ الَّتِيْ يُقَامُ بِهَا فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ؛ مِنْ عِبَادَاتٍ ، وَعَادَاتٍ .

ثَانِيًا : مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مَقْصُوْدًا بِهِ : التَّنَسُّكُ وَالتَّقَرُّبُ ، أَوِ التَّعْظِيْمُ كَسْبًا لِلْأَجْرِ ، أَوْ كَانَ فِيْهِ تَشَبُّهٌ بِأَهْلِ الْجَاهِلِيَةِ ، أَوْ نَحْوِهِمْ مِنْ طَوَائِفِ الْكُفَّارِ ؛ فَهُوَ : بِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ مَمْنُوْعَةٌ ، دَاخِلَةٌ فِيْ عُمُوْمِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ” ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، مِثَالُ ذَلِكَ : الْاِحْتِفَالُ بِعِيْدِ الْمَوْلِدِ ، وَعِيْدِ الْأُمِّ ، وَالْعِيْدِ الْوَطَنِيِّ”([9]).

وَيَشْتَدُّ الْأَمْرُ وَيَعْظُمُ خَطَرُهُ إِنْ صَاحَبَ هَذِهِ الْبِدَعَ مُنْكَرَاتٌ ؛ كَتَبَرُّجِ النِّسَاءِ ، وَاخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ ، وَالْاِسْتِمَاعِ إِلَى الْمَعَازِفِ ، وَهُوَ حَادِثٌ -كَمَا بَلَغَنَا- فِيْ مِثْلِ هَذِهِ الْاِحْتِفَالَاتِ كُلَّ عَامٍ ، نَسْأَلُ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ .

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ ، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَنْ يُوَفِّقَ وُلَاتِهِمْ لِمَا فِيْهِ خَيْرٌ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِيْنَ ، وَتَحْكِيْمِ شَرْعِهِ الْمُحْكَمِ الْمُبِيْنِ ،

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ،

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ . 

 



([1]) رواه البخاري (2697) ، ومسلم (1718) .

([2]) رواه مسلم (1718) .

([3]) رواه أبي داوود (4607) , والترمذي ( 2870) .

([4]) رواه النسائي (1578) .

([5]) الفروسية ؛ لابن القيم ؛ ص : (121) .

([6]) رواه أبو داوود (4031) ، والترمذي (2695) .

([7]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/123) .

([8]) مجموع الفتاوى (3/107-111) ، باختصار .

([9]) فتاوى اللجنة الدائمة (3/87-88) .

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ -الحلقة (54)-(الجزء الرابع)

 

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (54)

-الجزء الرابع-

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

تَفْكِيْرَانِ مُخْتَلِفَانِ … لَا يَجْتَمِعَانِ .

… ، وَأَمَّا تَفْكِيْرُ أَهْلِ الضَّلَالَاتِ مِمَّنْ خَالَفَ مَنْهَجَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ في الْاِسْتِدْلَالَاتِ فَهُوَ يُبْنَى عَلَى قَاعِدَةٍ سَقِيْمَةٍ مُهَلْهَلَةٍ ؛ يُبْنَى عَلَى قَاعِدَةِ تَحْكِيْمِ الْعَقْلِ الْمَوْهُوْمَةِ ، وَأَقْبِحْ بِهَا مِنْ قَاعِدَةٍ ،

وَتَقْدِيْمُ الْعَقْلِ وَجَعْلُهُ حَكَمًا عَلَى النَّقْلِ ، هُوَ الْجَامِعُ الْمُشْتَرَكُ لِمَصَادِرِ التَّلَقِّي عِنْدَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ كُلِّهِمْ ؛ سَوَاءً كَانَتِ الْبِدْعِيَّةَ ؛ أَوِ اللِّيِبْرَالِيَّةَ التَّحَرُّرِيَّةَ ،