القائمة إغلاق

تَطْهِيرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ مِنْ أَدْرَانِ الْبِدَعِ وَالشِّرْكِ وَالْإِلْحَادِ

ذِكْرٌ مًخْتَصَرٌ لْأَشْهَرِ الْأَحْزَابِ ، وَالْفِرَقِ ، وَالْأَدْيَانِ -الْتِي خَالَفَتْ بِعَقَائِدِهَا وَنِحَلِهَا الْبَاطِلَةِ دِيِنَ الْإِسْلَامِ ، وَعَقِيدَةَ أَسْلَافِنَا الْكِرَامِ- وَالرَّدِّ عَلَى أَهَمِّ شُبُهَاتِهِمْ الْتِي افْتَأَتُوا ، وَفَتَنُوا ، وَشَبَّهُوا بِهَا عَلَى العَوَامِّ .

الحلقة (السبعون) :

الفرقة : الإلحادية … (دواء وعلاج)

نسخة رقمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته والتابعين … أما بعد :

(مقدمة)

سنتكلم في هذه الحلقة -إن شاء الله تعالى- عن التحصينات الشرعية المقترحة لأهل الإيمان ، ومن يحوم عليهم الشيطان لتشكيكهم بربهم الملك الديان ، فنقول وبالله التوفيق ، وعليه التكلان :

 (2)

التَّحْصِيْنَاتُ الشَّرْعِيَّةُ الْمُقْتَرَحَةُ لِأَهْلِ الْإِيْمَانِ ، وَمَنْ يَحُوْمُ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ لِتَشْكِيْكِهِمْ بِرَبِّهِمْ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ .

قد ذكرت قبل أنه “على المرء المسلم في جميع أحواله أن يتحصن بالقرآن ، والذكر ، والدعاء ، والاستعاذة من الشيطان ، وأن يبادر بسؤال أهل العلم ، وإزالة الإشكالات التي قد ترد” ، ومن الأدلة في ذلك :

·      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ : هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ”[1]،

·      وَعَنْه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ : مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ ، وَلْيَنْتَهِ”[2].

·      وَعَنْه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : فَذَكَرَ نَحْوَهُ -نحو الحديث السابق- قَالَ : “فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ فَقُولُوا : اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، ثُمَّ لِيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا ، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ”[3].

والوسوسة هي حيلة الشيطان وكيده لتشكيك أهل الإيمان في ربهم ، وهي حيلة باطلة متهالكة ، وكيد ضعيف ؛ {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء:76] ، والشيطان قد هان عليه أمر قلوب أهل الكفر والنفاق ؛ لأنها خربة ، خاوية من الإيمان ومعرفة الرحمن ، وإنما يهمه أمر القلوب العامرة بالقرآن ، ومحبة الرحيم الغفار ؛ ليوسوس فيها ؛ مريًدا إضلالها ، وأنى له ذلك ؟! فعلى المرء الموحد ألا يلتفت إلى تلك الوساوس ، ولا يعتبرها شيئًا ، وقد كان بعض ذلك يحدث للصحابة رضي الله عنهم ، فــ:

·      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : “وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟”، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : “ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ”[4]،

·      وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ ، يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ ، لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَقَالَ : “اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ”[5]،

·      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : “والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره ؛ كما «قَالَتْ الصَّحَابَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ مَا لَئِنْ يَخِرُّ مِنْ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ»، فَقَالَ : «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ»[6]، وفي رواية : «مَا يَتَعَاظَمُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ» ، قَالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إلَى الْوَسْوَسَةِ»[7]؛ أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ، ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان ؛ كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه ؛ فهذا أعظم الجهاد و«الصريح» : الخالص كاللبن الصريح ، وإنما صار صريحًا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ، ودفعوها ؛ فخلص الإيمان،  فصار صريحًا ، ولا بد لعامة الخلق من هذه الوساوس ؛ فمن الناس من يجيبها فيصير كافرًا ، أو منافقا ؛ ومنهم من قد غمر قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين ؛ فإما أن يصير مؤمنًا ، وإما أن يصير منافقًا ؛ ولهذا يعرض للناس من الوساوس في الصلاة ما لا يعرض لهم إذا لم يصلوا لأن الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ، ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة ، ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس ، والشبهات ما ليس عند غيرهم ؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه ؛ بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه ، وهذا مطلوب الشيطان ، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله ، قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوْهُ عَدُوًّا}[فاطر:6] ، ولهذا أمر قارئ القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلب الإيمان العظيم ، وتزيده يقينا وطمأنينة وشفاء”[8].

 

·      وسئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله السؤال التالي : ما رأي فضيلتكم في رجلٍ يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله عز وجل ، وهو خائف من ذلك جداً ؟

فأجاب :

ما ذُكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها ، أقول له : أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة ؛ لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين، ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم ، ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان ، بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين ، وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان ، ولا هي آخر حال ، بل ستبقى ما دام في الدنيا مؤمن ، ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : “وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟”، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : “ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ”[9]، رواه مسلم ،  وفي الصحيحين عنه -أيضًا- أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ : مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ ، وَلْيَنْتَهِ»[10] ، …

فأقول لهذا السائل : إذا تبين لك أن هذه الوساوس من الشيطان فجاهدها وكابدها ، واعلم أنها لن تضرك أبداً مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنها ، والانتهاء عن الانسياب وراءها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا ، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ» ، متفق عليه[11]، وأنت لو قيل لك : هل تعتقد ما توَسْوَسُ به وهل تراه حقّاً ؟ وهل يمكن أن تصف الله سبحانه به؟ لقلت : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك، وكنت أبعد الناس نفوراً عنه ، إذاً فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك، وشباك شَرَك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ليرديك ويلبس عليك دينك ، ولذلك تجد الأشياء التافهة لا يُلقي الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن ، فأنت تسمع -مثلاً- بوجود مدن مهمة كبيرة مملوءة بالسكان والعمران في المشرق والمغرب ، ولم يخطر ببالك يوماً من الأيام الشك في وجودها ، أو عيبها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى ، وليس فيها ساكن ونحو ذلك ، إذ لا غرض للشيطان في تشكيك الإنسان فيها ، ولكن الشيطان له غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن ، فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبه ، ويوقعه في ظلمة الشك والحيرة ، والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا الدواء الناجع الذي فيه الشفاء ، وهو قوله : «فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلِيَنْتَهِ» ، فإذا انتهى الإنسان عن ذلك ، واستمر في عبادة الله طلباً ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه بحول الله ، فأعرِض عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذا الباب ، وها أنت تعبد الله وتدعوه وتعظمه ، ولو سمعت أحداً يصفه بما توسوس به لقتلته إن أمكنك ، إذاً فما توسوس به ليس حقيقة واقعة ، بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها … ونصيحتي تتلخص فيما يأتي :

1)    الاستعاذة بالله ، والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

2)    ذكر الله تعالى وضبط النفس عن الاستمرار في الوساوس .

3)    الانهماك الجدي في العبادة والعمل ؛ امتثالاً لأمر الله ، وابتغاء لمرضاته ، فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً بجد ، وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس -إن شاء الله- .

4)     كثرة اللجوء إلى الله والدعاء بمعافاتك من هذا الأمر .

وأسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه”[12]،

ومن أنفع الأدوية لإزالة الشبهات ، وتشكيك إبليس اللعين سؤال أهل العلم الربانيين ،

·      قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}[النحل:44] ،

·      عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ ؟ فَقَالُوا : مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : “قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ …”[13].

·      وقال ابن القيم رحمه الله : “وكذلك الجهل مرض يؤلم القلب ؛ فمن الناس من يداويه بعلوم لا تنفع ، ويعتقد أنه قد صح من مرضه بتلك العلوم ، وهى فى الحقيقة إنما تزيده مرضًا إلى مرضه ، لكن اشتغال القلب بها عن إدراك الألم الكامن فيه ، بسبب جهله بالعلوم النافعة ، التى هي شرط في صحته وبرئه، وقال النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فى الذين أفتوا بالجهل، فهلك المستفتي بفتواهم «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ»[14]، فجعل الجهل مرضًا وشفاءه سؤال أهل العلم ، وكذلك الشاك فى الشيء المرتاب فيه ، يتألم قلبه حتى يحصل له العلم واليقين ، ولما كان ذلك يوجب له حرارة قيل لمن حصل له اليقين : ثلج صدره ، وحصل له برد اليقين ، وهو كذلك يضيق بالجهل والضلال عن طريق رشده ، وينشرح بالهدى والعلم ، قال الله تعالى : {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهديَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَنْ يضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كأَنماَ يَصَّعَّدُ فِى السَّماءِ} [الأنعام: 125] … والمقصود : أن من أمراض القلوب ما يزول بالأدوية الطبيعية ، ومنها ما لا يزول إلا بالأدوية الشرعية الإيمانية ، والقلب له حياة وموت ، ومرض وشفاء ، وذلك أعظم مما للبدن”[15].

 وبهذا نكون قد أنهينا -على وجه مختصر- الكلام عن الفرقة الإلحادية ، وما يتعلق به من مباحث ،

وآخر دعوانا أن الحمد لله ،

وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

سنقف قليلاً عن الكتابة إلى ما بعد رمضان -إن شاء الله- ،

نستودعكم الله .

   


(١) رواه مسلم (260) ، وأصله في البخاري (7296) .

(2) رواه مسلم (262) .

(3) رواه أبو داوود (4722) .

(4) رواه مسلم (257) .

(5) رواه أبو داوود (5112) ، والنسائي في السنن الكبرى (10435) .

(6) تقدم تخريجه .

(7) تقدم تخريجه .

(8) مجموع الفتاوى (7/282-283) .

(9) تقدم تخريجه .

(10) تقدم تخريجه .

(11) رواه البخاري (2528) ، ومسلم (246) .

(12) مجموع الفتاوى (1/57-60) .

(13) رواه أبو داوود (336) ، وابن ماجه (572) .

(14) تقدم تخريجه .

(15) إغاثة اللهفان (1/19-20) .

اكتشاف المزيد من مدونة عبدالله بن ناصر الناجم العلمية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading