القائمة إغلاق

عِبَرٌ وَتَأَمُّلَاتٌ … فِيْ الْحَوَادِثِ الْوَاقِعَاتِ ، وَالْفِتَنِ النَّازِلَاتِ الَّتِيْ تُمْتَحَنُ بِهَا أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِيْ كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَكَانٍ .

تَعْلِيْقٌ عَلَى أَحْدَاثٍ مُؤْلِمَةٍ ، وَأُخْرَى مُفْرِحَةٍ ، فِيْهَا وَبِهَا : نُبْشِّرُ ، وَنُحَذِّرُ ، وَنُثَبِّتُ ، وَنُصَبِّرُ …

الحلقة (98)

نسخة رقمية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ ، وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرْسَلِيْنَ ، مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأَمِيْنِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِيْنَ … أَمَّا بَعْدُ :

“ادْعُوْا بِدَعْوَى اللَّهِ ؛ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ ، عِبَادَ اللَّهِ[1].

فَلَا حَمِيَّةَ قَوْمِيَّةً ،

وَلَا عَصَبِيَّةَ قَبَلِيَّةً ،

وَلَا وَطَنِيَّةَ أَرْضِيَّةً ، تَرَابِيَّةً ،

بَلْ هِيَ -فَقَطْ- إِسْلَامِيَّةٌ ، وَأُخُوَّةٌ إِيْمَانِيَّةٌ ، وَوَلَاءٌ ، وَمَحَبَّةٌ عَلَى وَفْقِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ ، فَـ :

{إنَّما ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:55-56] ،

فَيَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ ،

حَذَارِ ، حَذَارِ مِنَ الدَّعَاوَى الْجَاهِلِيَّةِ ، أَوِ الْحِزْبِيَّاتِ الْبِدْعِيَّةِ ، أَوِ الْمُفَاخَرَاتِ الْقَبَلِيَّةِ الْعِرْقِيَّةِ ، «دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ»[2]، «دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»[3]،

“وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ … ، وَإِنْ صَلَّى ، وَصَامَ”[4]،  

وَ«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ ؛ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ ؛ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ»[5].

وَبَعْدُ ، عِبَادَ اللهِ :

فَلَا عِيْدَ لَنَا نُفَاخِرُ بِهِ -نَحْنُ أَهْلَ الْإِسْلَامِ- إِلَّا عِيْدَ الْفِطْرِ ، وَالْإِضْحَى ، وَمَا سِوَاهُمَا فَهُوَ مُحْدَثٌ مُبْتَدَعٌ ؛ كَعِيْدِ الْـمَوْلَدِ ، وَمُنَاسِبَةِ الْمِيْلَادِ ، أَوِ الْاِحْتِفَال بِحَادِثَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ ، أَوْ مَا يُسَمَّى بِالْأَعْيَادِ الْوَطَنِيَّةِ ، وَعِيْدِ الْحُبِّ ، وَالْأُمِّ … ،كُلُّ هَذَا -وَمِثْلُهُ- مِنْ الْإِحْدَاثِ فِيْ دِيْنِ اللهِ ؛ وَ”مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ”[6].

حَفِظَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ حَدَثٍ ، وَبِدْعَةٍ ،

وَجَنَّبَنَا سَخَطَهُ ، وَالنِّقْمَةَ ،

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، وَآلِهِ ، وَذَوِيِّ الصُّحْبَةِ .

اللَّهُمَّ آمِيْن .

 

 



[1] رواه الترمذي (2863) .

[2] رواه البخاري (3518) .

[3] رواه البخاري (4905) ، ومسلم (6675) .

[4] رواه الترمذي (2863) .

[5] رواه أبو داوود (5116) .

([6] رواه البحاري (2697) ، ومسلم (4513) .

اكتشاف المزيد من مدونة عبدالله بن ناصر الناجم العلمية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading